أزمة أوكرانيا ولعبة النار مع روسيا التي ستحرق الجميع

الغد الجزائري- عما يبحث الغرب من خلال الترخيص لأوكرانيا باستعمال الصواريخ الأمريكية بعيدة المدى لضرب العمق الروسي، هل يُفهم الأمر على أن الغرب يعيش حالة من الحنين إلى زمن الحروب العالمية؟، ما يعني أنهم لم استخلصوا العبر من الحربين العالميتين الأولى والثانية أم أن تلك الحروب التي وقعت في القرن الماضي لم يعد لها أي أثر أو تأثير على الرأي العام الدولي.

الأكيد في هذه الأحداث والتطورات أن الأمور بلغت حد اللارجوع، فالضربات النووية تكاد تكون وشيكة وهي ربما مسألة أيام أو أشهر حتى تندلع الحرب العالمية الثالثة، فالغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية لا يفهم سوى لغة القوة، وروسيا تمتلك من القوة ما يكفي لإحراز النصر على أعدائها حتى لو اقتضى الأمر أن تستعمل كل الترسانة النووية التي لديها لإبادة أوروبا وأمريكا من على وجه الأرض، فالرئيس الروسي فلادمير بوتين، رجل لا يمزح ولا يمكن العبث معه بهذا الشكل، كما أن الروس شعب لا يخاف الحروب فقد سبق وأن هزم نابوليون بونابارت، كما هزم فيما بعد النازيين في أكبر ملحمة عسكرية عرفها التاريخ، ولولا هذه الهزيمة لما استطاع الغرب النزول على شاطئ نورمونديا، ولكان النازيون هم أسياد العالم حتى يومنا هذا.

أوروبا التي كانت مسرحا لحربيين عالميتين في القرن الماضي، دفعت ثمنا باهظا على إثرهما وبالتالي عليها أن تتجنب حربا عالمية ثالثة، لأنها ستكون الأعنف والأكثر دمارا ولا نهضة بعدها، وعليها ألا تنساق وراء الولايات المتحدة وفرنسا بالخصوص، فهي معروفة على مر التاريخ بأنها دولة انهزامية ولا تحارب حتى من أجل سيادتها والحروب العالمية الأولى والثانية خير دليل على هذا، فهي استسلمت لألمانيا النازية دون قتال، والأكيد أنه في حالة نشوب حرب شاملة ستكون فرنسا أول المستسلمين. إن الحرب ليست دعاية أو حديث صالونات لكي يستخف بها الغرب، وإن الحرب على روسيا ستكون الأعنف على مر التاريخ وستعيد ما سيتبقى من البشر وليس الدول إلى العصور البدائية لأنه لا أنظمة ولا دول بعد الحرب العالمية الثالثة. إن فرص السلام لا تزال قائمة وعلى الغرب تدارك الوضع بوقف تمدد حلف “الناتو” إلى حدود روسيا والاعتراف بسيادتها التاريخية على أراضيها التي استرجعتها من أوكرانيا وتقبل النظام الدولي الجديد متعدد الأقطاب كحل نهائي لمشاكل العالم. إننا نتمنى أن تتحلى أوروبا بالحكمة وتنسحب من هذه المغامرة كما انسحبت من الحلف الذي قادته الولايات المتحدة سنة 2015 لاحتلال سوريا، تجنبا للحرب العالمية الثالثة آنذاك بعد تدخل روسيا لحماية سوريا، وهو الوضع نفسه فيما يخص الأزمة الأوكرانية، خاصة بوجود حلف تقوده الولايات المتحدة ضد روسيا في أكبر مخاطرة في تاريخ البشرية.