اتفاقيات أبراهام.. عار الخيانة وأذيال الذل

الغد الجزائري- يحتفي الكيان الصهيوني منذ أيام بما يسميه الصمود الذي عرفته اتفاقيات أبراهام رغم العدوان على غزة، واحتفل الاحتلال بغنائم أربع سنوات من التطبيع، بينما خرج العرب المطبّعون بـ”خفي حنين” وهم يجرون أذيال العار والذل.

كشفت صحيفة “تايم أوف إسرائيل”، أن حكومة المجرم نتنياهو تحتفل منذ 15 من الشهر الجاري بذكرى مرور 4 سنوات على التطبيع مع “شركاء عرب”، وقالت إن “اتفاقيات أبراهيم لا تزال صامدة رغم الحرب في غزة.. والعلاقات مع البحرين والمغرب والإمارات لم تعد ظاهرة بنفس القدر منذ السابع أكتوبر، لكن شركاء إسرائيل العرب الجدد ما زالوا ملتزمين بالقرار الاستراتيجي”. وذكّرت الصحيفة، بهذه المناسبة، بأن الموقعين على الاتفاقيات توقعوا “حقبة من العلاقات المتوسعة بين إسرائيل والعالم العربي.. وأن ترامب تحدث عن تغيير مسار التاريخ والاحتفال بفجر الشرق الأوسط الجديد”. هو إذن هذا الخراب والدمار الواسع في المنطقة الذي كان الرئيس الأمريكي السابق يشير إليه، هو ليس فجرا بل ليلا مظلما ومحلكا، ماذا جني العرب من هذا التطبيع سوى العار والذل والحرب والاحتلال، ماذا قدمت “اتفاقيات السلام” لغزة أو لبنان؟ “السلام الإسرائيلي” هو العدوان والإجرام والاحتلال، لذلك لا سلام مع العدو، واتفاقيات العار التي لم يكن لها مبرر أخلاقي ولا تاريخي يجب أن تسقط، والصمود الذي يحتفي به الكيان هو خيبة للدول المطبعة الأربع، التي عليها الاستجابة للضمير الأخلاقي قبل المطلب الشعبي لإنهاء هذه المهزلة التي سيذكرها التاريخ بخزي وعار. على هذه الدول، لا سيما اللاعبان الرئيسيان في الاتفاق المغرب والإمارات، أن يدركا قبل فوات الأوان بأن قول نتنياهو بأن “زخم السلام الجديد يمكن أن ينهي الصراع العربي الإسرائيلي إلى الأبد”، معناه أن يحكم الاحتلال قبضته على المنطقة وأن يقضي على القضية الفلسطينية والمقاومة الإسلامية، ليؤسس “إسرائيل” التي يحلم بها “دولة” مترامية الأطراف تؤوي الصهاينة وتقدم لهم “الوطن” الذي حكم عليهم التاريخ بعدم امتلاكه والعيش في الشتات الأبدي.

أما البحرين، فعليها أيضا أن تتذكر قول وزير خارجيتها عبد اللطيف الزياني، لما قال “لقد عانت منطقة الشرق الأوسط لفترة طويلة من الصراع وانعدام الثقة، مما تسبب في دمار لا يوصف.. الآن أنا مقتنع بأننا قادرون على تغيير ذلك”، وعليها أن تقف على ما تم إنجازه خلال الأربع سنوات الماضية – عمر اتفاقات أبراهام- وتحاول فهم معنى السلام والدمار والتغيير الذي تحدث عنه الزياني، وليس صعبا عليها ان تدرك حقيقة الاحتلال وليس السلام، ولتكون متأكدة بأن التطبيع خيانة وليس وسيلة للتعايش وتحقيق التغيير.

وقد تكون أيضا الذكرى الرابعة للتطبيع فرصة لهؤلاء لأن يستذكروا ما قالته حماس “اتفاقيات التطبيع بين البحرين والإمارات والكيان الصهيوني لا تساوي الورق الذي كتبت عليه.. وشعبنا مصر على مواصلة نضاله حتى استعادة كافة حقوقه”. هذا ليس مجرد كلام للتسويق الإعلامي وإنما فعل مقاومة أطهر فاعليته طوفان الأقصى، الذي أثبت أن ملايين اتفاقيات السلام لن تثني شعبا عن الكفاح عن وطنه المسلوب والدفاع عن الحرية والاستقلال.

وهذا الذي ذهبت إليه صحيفة “تايم أوف إسرائيل”، التي قالت إن السابع أكتوبر بيّن لأطراف “ابراهام” وللعالم أجمع بأن اتفاقيات السلام لم تتمكن من منع المقاومة من مواصلة عملياتها ضد الكيان الصهيوني في غزة والمنطقة ككل.

ولفت المصدر ذاته إلى أن الحرب الوحشية على غزة وجرائم الحرب المرتكبة ضد الفلسطينيين لم تغيّر شيئا لدى المطبعين، وقال مسؤول صهيوني للصحيفة المذكورة آنفا: “رغم الانتقادات المتكررة للسياسات الإسرائيلية بغزة في التصريحات الرسمية الصادرة عن شركائنا العرب، فإن الأردن هو الدولة الوحيدة التي استدعت سفيرها رسميا من إسرائيل أثناء الحرب بينما تجنب المبعوثون المغربيون والبحرينيون والإماراتيون المشاركة في المناسبات العامة والإعلامية، لكنهم يتنقلون بانتظام بين الدول لمواصلة عملهم خلف الكواليس”. وهذا التصريح دليل قاطع على الصمت المخزي للدول المطبعة على استباحة الدم الفلسطيني والسكوت على الجرائم المرتكبة ضد فلسطين.

وأشارت الجريدة الصهيوني إلى أنه رغم العدوان على غزة فإن التجارة الثنائية بين الكيان ودول التطبيع نمت بشكل كبير، وبالمقارنة مع نفس الفترة من عام 2023، ارتفعت التجارة الثنائية مع البحرين في الأشهر السبعة الأولى من عام 2024 بنسبة تزيد عن 900٪، ومع الإمارات بنسبة 4٪ ومع المغرب بنسبة 56٪، وفقًا لمعهد اتفاقيات إبراهيم للسلام.  ووفقًا للأرقام الصادرة عن المعهد، فإنه بلغ حجم التبادل التجاري بين إسرائيل والإمارات 283.5 مليون دولار، وبينها وبين البحرين 17.9 مليون دولار، ومع المغرب 8.4 مليون دولار، ومع مصر 76 مليون دولار، ومع الأردن 51.5 مليون دولار.  كما تستمر الرحلات من المغرب والإمارات العربية المتحدة إلى إسرائيل بشكل طبيعي. وأكدت أن علاقات الكيان الاستراتيجية مع البحرين والإمارات والمغرب وشريكيها المخضرمين الأردن ومصر، ستنجو من الحرب على غزة.

للإشارة، تصادف أربع سنوات على اتفاقيات “أبراهام” مرور 11 شهرا على حرب الإبادة الصهيونية على غزة، وهي الآن تتوسع إلى لبنان، التي تتعرض منذ يومين لعدوان صهيوني خلف مئات الشهداء، بينما يتباهى الاحتلال باتفاقيات التطبيع ويحتفل بحصد الغنائم، فيما يجر العرب المطبعون عار خيانة القضية الفلسطينية.