الجزائر.. إعلاء الحق وصون المصالح المشتركة

الغد الجزائري- قال وزير الخارجية إن العام ،2024 تميز بالعديد من الاضطرابات حتمت على الجزائر التكيف مع الأوضاع، مع وتيرة دبلوماسية منحت فيها الأولوية داخل مجلس الأمن لخدمة مصالح إفريقيا والدول العربية، بصفتها عضوا غير دائم، مع الحرص على صون المصالح المشتركة وإعلاء صوت افريقيا، مجددة طلبها بضرورة إصلاح الأمم المتحدة على الصعيد الدولي، والجامعة العربية، على الصعيد الإقليمي، كما أكد أن الدولة الجزائر لن تدخر أي جهد لنصرة القضيتين الفلسطينية والصحراوية، بمواصلة طرح عضوية فلسطين في الأمم المتحدة، ودعم الصحراويين لاستعادة أراضيهم المنهوبة. بعيدا عن الخطط التي يقترحها الاحتلال لمنح الشرعية للسطو والنهب.  

وقف وزير الدولة، وزير الخارجية احمد عطاف، على مختلف الجهود الدبلوماسية التي بذلتها الجزائر طيلة عام كانت سمته -كما قال في ندوته الصحفية التي عقدها بمقر الوزارة، زوال أمس الإثنين- بتنامي وتراكم الصراعات والحروب، رغم أن العنوان كان تقوية الانتشار الدبلوماسي وتعزيز مكانة الدولة الجزائرية إقليميا ودوليا، معتبرا أنه كان على بلادنا أن تتكيف مع الأوضاع مع محاولة الحفاظ على مصالحها في فضاءاتها العربية، الإسلامية، المتوسطية والعالمية.

وذكر المتحدث ما ميز في توجه العلاقات الدولية مع كل الأحداث التي شهدتها هذه السنة، بالإفراط في استعمال القوة دون أن يحتمي الضعيف بدرع يحميه من المتسلح بها ومن غطرسة الطاغي، إلى جانب إرساء نهج انتهاك القانون الدولي والدوس على الشرعية الدولية، مع تحييد دور المنظمات الدولية، على غرار الأمم المتحدة، ما اعتبره مسؤول الدبلوماسية الجزائرية “علامات تسند لسن الانطوائية والنزعة الأحادية.”

ووسط كل هذا كان للقارة الإفريقية نصيبا وحصة من التداعيات، سواء تراكم أزمات الساحل، وتوسع بؤر الفقر والإرهاب، إلى جانب تفشي الاضطرابات والانقسامات، دون الإغفال عن الوضع العربي المؤلم٫ وقال وزير الخارجية، إن تزامن كل ما حدث مع انتخاب الجزائر عضوا غير دائم بمجلس الأمن، دفعها للمساهمة -دون ادخار أي جهد- لإيجاد حلول للصراعات والأزمات وفق أربع توجيهات من رئيس الجمهورية، أولها العمل على إسماع الصوت العربي والإفريقي بهذه الهيئة الأممية والمرافعة من أجلهما، وتكريس العهدة لنصرة القضايا العادلة، وفي هذه النقطة ذكر عطاف مختلف المبادرات الجزائرية، تحدث في البداية عن القضية الفلسطينية سواء ما تعلق بالإلحاح على وقف العدوان على غزة وكسر جدار الحصانة الذي يحتمي به الكيان الصهيوني لدفعه للمحاسبة وعدم الإفلات من العقاب، وإعادة مطلب ضرورة منح العضوية الكاملة لفلسطين في منظمة الأمم المتحدة.

بخصوص القضية الصحراوية قال عطاف إن موقف الجزائر منها يستمد قوته وصوابه من ثوابت تاريخية لا تقبل التدليس لأنها قضية تصفية استعمار لم يكتمل مسارها; وشدد وزير الدولة، على أن الشعب الصحراوي صاحب حق ومالك أرض، والاحتلال المغربي دخيل مكتمل الأركان ولا يمكن شرعنة قبوله كأمر محتوم، وأضاف قائلا “أي صيغة للحل تتنافى مع هذا التصور تسويفا ومماطلة ومناورة مفضوحة النوايا والمآلي.” واعتبر أن الأولى من المحتل التوجه نحو الشعب الصحراوي “عوض استجداء الدعم من كل المعمورة لخطة”، قال الوزير إنها لم يتم عرضها يومها للمعنيين الأوائل، ألا وهم الصحراويين.

وكتعليمة ثالثة للرئيس جعل الجزائر قوة اقتراح تدرع الانقسامات بين الانقسامات، وفي الأخير إعلاء القوانين الدولية والشرعية الدولية في كل تحركات الجزائر، وإعادة الاعتبار للأمم المتحدة، مضيفا أن “مصير الإنسانية مرتبط بمصير الأمم المتحدة.”

واعتبر مسؤول الدبلوماسية الجزائرية أن الجهود ستتواصل في العام من العضوية غير الدائمة بمجلس الأمن، مع ترؤس هذه الهيئة بعنوان “تسليط الضوء على أبرز القضايا في العالم العربي وإفريقيا”.

“الإطار الأممي أفضل حل للم شمل كل السوريين ومن السابق التنبؤ”

تحدث وزير الدولة، وزير الخارجية احمد عطاف، بتريث وحكمة عن الأوضاع والمستجدات بسوريا، معتبرا أن مبدأ الجزائر أنها “تعترف بالدول لا بالحكومات”، مشيرا إلى أن السفارة الجزائرية لا تزال تزاول نشاطها وتتابع كل صغيرة وكبيرة، مشددا آن صلب الموضوع هو مستقبل هذا البلد واتساع سوريا لجميع السوريين دون استثناء، “بل من المهم أن يصنع مستقبل سوريا السوريون وحدهم وبمراعاة وحدة التراب السوري.”

وأوضح عطاف أنه من السابق لأوانه التنبؤ والتكهن بما تؤول إليه الأمور حاليا٫ مشيرا إلى أنه تحادث مع “أشفاء عرب وأصدقاء أوروبيين” والجميع في حالة ترقب، والتخوفات -كما أضاف- ليس من نقل سلاح من سوريا لبلد آخر فحسب، بل حتى تنقل الإرهابيين، وكرر أهمية الميل للخيار الأممي لاتضاح الرؤية أكثر وتفادي أي انحراف لا يخدم الشعب السوري.

ثلاث أولوليات للجزائر بمجلس الأمن

كشف وزير الدولة، وزير الخارجية، أحمد عطاف، عن أولويات الجزائر خلال العام الثاني من عهدتها في مجلس الأمن، وهو العام الذي ستباشره بتولي الرئاسة بعد يوم الغد، حيث قال إن “الجزائر ستعمل بعنوان هذه الرئاسة، من أجل تسليط الضوء على أبرز القضايا التي تشغل العالم العربي والقارة الإفريقية”.

عن العالم العربي، أكد عطاف أن تركيز الجزائر “سيستمر حول القضية الفلسطينية، حيث ستنظم الجزائر اجتماعا وزاريا لمجلس الأمن بهدف مناقشة آخر التطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة بصفة خاصة وفي منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة”، أما فيما يخص القارة الإفريقية، فالتركيز سيكون حول “موضوع مكافحة الإرهاب في إفريقيا، وذلك عبر تنظيم اجتماع وزاري لمجلس الأمن للتداول حول امتداد آفة الإرهاب وانتشارها في ربوع قارتنا، خاصة وأن هذه الآفة أصبحت تمثل في أيامنا هذه التهديد الأبرز والأكبر لأمن واستقرار الدول الإفريقية”، يضيف عطاف.