الجزائر تؤكد ضرورة إعلاء استقلالية القرار الفلسطيني في ترتيبات ما بعد العدوان

جدد رفضها لمخططات تهجير سكان غزة ومحاولات ضم الضفة.. عطاف

شددت الجزائر على ضرورة إعلاء استقلالية القرار الفلسطيني واحترامه، في ظل رغبة أطراف تهميش صوت الفلسطينيين وتغييب دورهم ضمن الترتيبات لما بعد العدوان الذي تعرض لع قطاع غزة، مجددة الإلحاح على ضرورة الالتفاف حول الشعب الفلسطيني، بعيدا عن ما يضعف قضية العرب المركزية ويضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة السيدة.

دعا وزير الدولة، وزير الخارجية احمد عطاف، مساء اليوم الثلاثاء، في كلمة ألقاها خلال أشغال القمة العربية الطارئة بالعاصمة المصرية، القاهرة، إلى ضرورة إعلاء استقلالية القرار الفلسطيني واحترامه، في ظل ما أسماه “ما تجلى مؤخرا من رغبة جامحة في تهميش الصوت الفلسطيني وتغييب دوره ضمن ترتيبات ما بعد العدوان على غزة”، معتبرا أن الواقع والواجب يتطلبان تثبيت أسس القضية الفلسطينية وليس إضعافها، وتوضيح المعالم بدل طمسها “على درب إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة السيدة.”

وبعد أن ذكر مسؤول الدبلوماسية الجزائرية بالطروف التي تعقد فيها القمة العربية الطارئة، خصوصا آن منظومة العلاقات الدولية تشهد انطواء على الذات، النزعة الأحادية والاستخفاف بالقانون الدولي، عدّد ما واجهه الشعب الفلسطيني في الطريق نحو فرض مشروعه الوطني، وإكسابه الشرعية من معاناة وتضحيات لا تحصى ولا توصف، لعقود، إلا أن وفق وزير الخارجية، الأخطر هو ما يوجهه في الوقت الراهن ليضيف في السياق ذاته أن ما يعتري شعب الجبارين “هو خطر تبديد شعب بعد محاولة إبادته، والخطر اليوم هو خطر تصدير شعب بعد مصادرة أرضه. والخطر اليوم هو خطر إجهاض مشروع وطني بتجريده من حامليه. وفي جملة معبرة واحدة الخطر اليوم هو خطر إخراج شعب من التاريخ، وهو الشعب الفلسطيني، ومنع دولة من دخول الفضاء الجيوسياسي المعاصر، وهي الدولة الفلسطينية.”

ومع تعدد الأصوات التي تدعو وسط الاحتلال الصهيوني وحلفائه بهدف تجسيد سيناريو جديد من “النكبة” والتخطيط لتغيير اسم الضفة الغربية تمهيدا لترسيم ضمها، قال عطاف إن “الجزائر تضم صوتَها اليوم لأصوات أشقائها العرب لتُؤكد رفضَها القاطع لمخططات تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وَلِتُندد بالمحاولاتِ اليائسة لفصل غزة عن باقي الأراضي الفلسطينية، ولتدين جميع المناورات الحثيثة لضم الضفة الغربية وانتزاعها من حضنها الفلسطيني الأصيل.”

واعتبرت الجزائر، كما أوضحه وزير الخارجية في كلمته، أن الوقت حان للالتفاف حول الفلسطينيين، مشيرا إلى أنهم “بحاجة إلى دعمنا لتثبيت وقف إطلاق النار، وهم بحاجة دعم لإطلاق جهود إعادة الإعمار، وهم بحاجة إلى دعمنا لإذكاء شعلة الحل الدائم والعادل والنهائي، عبر إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والسيدة وعاصمتها القدس الشريف.”

ووقف في هذا المسعى، وبحكم أن القضية الفلسطينية تستوجب الإجماع والوحدة، ليقول المتحدث أن كل ما تم ذكره “أولويات تقتضي مساهمة الجميع ومشاركة الجميع، كل من موقعه، وكل بما جادت به مقدراته، وكل بما سمحت به ظروفه.” مؤكدا أن “الجزائر لن تكون إلا طرفا فاعلا في هذا المسعى..” داعيا لتكون كلمة العرب  “واحدة موحدة”.