الجزائر تجدد الدعوة لوقف التدخلات الأجنبية في الشأن الليبي

تاسع مبعوثة أممية تسعى لتحقيق الوحدة والاستقرار حيث فشل سابقوها

شددت الجزائر على ضرورة وقف التدخلات الأجنبية في ليبيا، معتبرة أن ذلك يشكل المفتاح الرئيس لحل الأزمة في هذا البلد المغاربي وتمهيد الطريق لتنظيم انتخابات عامة نيابية ورئاسية من شأنها المساهمة في توحيد وتمتين مؤسسات الدولة الليبية.

قال وزير الدولة وزير الخارجية، احمد عطاف، خلال لقائه رئيسة البعثة الأممية للدعم في ليبيا هانا سيروا تيتيه، التي حلت بالجزائر، نهاية الأسبوع، إنّ الموقف الجزائري بشأن الأزمة الليبية يرتكز على أن “حلّ الأزمة الليبية لن يأتي إلا عبر مسار ليبي-ليبي. مسار جامع لا يُقصي ولا يستثني أحداً، وثانياً إن حلّ الأزمة الليبية يجب أن يهدف في المقام الأول والأخير إلى تعزيز الوحدة الوطنية الليبية وتحصين السلامة الترابية لهذا البلد الشقيق”، كما شدد على أن أي حل سياسي للأزمة الليبية “يجب أن يضع نصب أولوياته وأهدافه توحيد كافة المؤسسات الوطنية الليبية والقضاء على جميع مظاهر الانقسام والانشقاق في المشهد الليبي”، لافتاً إلى أنّ الجزائر مقتنعة بأنّ “مفتاح حلّ الأزمة الليبية يكمن في وضع حدّ للتدخلات الخارجية بكافة أشكالها وأنواعها وتمكين الليبيين من تحديد مصيرهم بأنفسهم” عبر إجراء انتخابات مباشرة.

ومن شأن القمة المغاربية بين الجزائر وليبيا وتونس، التي ستعقد شهر أفريل المقبل، بالعاصمة طرابلس بين قادة الدول الثلاث الرئيس عبد المجيد تبون ونظيره التونسي قيس سعيّد ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، أن تكون بمثابة فرصة أخرى لكل من الجزائر وتونس، بصفتهما من دول جوار ليبيا – ومعنيتين بشكل كبير بالأزمة وتداعياتها- لتجديد الموقف والدعوة إلى إسناد ليبيا لحل الأزمة المؤسساتية القائمة في البلاد.

جدير بالذكر أنه بعد فراغ دام أشهراً إثر استقالة باتيلي في أفريل 2024، وعمل نائبته ستيفاني خوري في ممارسة مهامه بالوكالة، وافق أعضاء مجلس الأمن، في 24 جانفي الماضي، على تعيين تيتيه رئيسة للبعثة الأممية في ليبيا. ووفقاً لموقع الأمم المتحدة، فإن هانا سيروا تيتيه شغلت العديد من المناصب الرفيعة، منها الممثلة الخاصة للأمين العام إلى الاتحاد الإفريقي، رئيسة مكتب الأمم المتحدة لدى الاتحاد، المديرة العامة لمكتب المنظمة في نيروبي. وقبل انضمامها إلى الأمم المتحدة، كانت تيتيه عضواً رفيع المستوى في مجلس الوزراء في حكومة غانا، إذ كانت وزيرة للخارجية بين عامي 2013 و2017، وعضواً في مجلس الأمن الوطني ومجلس القوات المسلحة.

وتعد هانا سيروا تيتيه تاسع مبعوثة أممية بعدما أنشأت الأمم المتحدة بعثة لها في ليبيا للدعم السياسي عام 2011، وتوالى على رئاستها كل من الدبلوماسي الإنجليزي إيان مارتن بوصفه أول مبعوث، ثم خلفه وزير الخارجية اللبناني السابق طارق متري مدة عامين، قبل أن يتولى مهامه في أوت 2014، الدبلوماسي الإسباني برناردينو ليون الذي أشرف على توقيع اتفاق الصخيرات، وبعده الألماني مارتن كوبلر الذي أكمل مهام ليون في تنفيذ هذا الاتفاق، وفي منتصف عام 2017، تولى مهام رئيس البعثة اللبناني غسان سلامة، قبل أن يستقيل من منصبه عام 2020، لتخلفه في تسيير أعمال البعثة بالإنابة الأمريكية ستيفاني ويليامز، التي أشرفت على توقيع ثاني الاتفاقات السياسية في جنيف مطلع العام 2021. وخلال العام نفسه، شغل الدبلوماسي السلوفاكي يان كوبيش منصب رئيس البعثة قبل أن يستقيل نهايته، ليبقى المنصب شاغراً إلى حين تعيين باتيلي في سبتمبر 2022، الذي انسحب هو الآخر.