الجزائر-سوريا..الوفاء والالتزام

وزير الخارجية يؤكد المساندة الكاملة لدمشق والعمل سويا لتطوير العلاقات الثنائية

حل مسؤول الدبلوماسية الجزائرية، وزير الدولة أحمد عطاف، أمس السبت، بدمشق، في أول خطوة إلى سوريا منذ مغادرة الرئيس السابق بشار الأسد سدة الحكم، وقال بيان الخارجية، وقد حظي باستقبال الرئيس السوري احمد الشرع، وسلمه رسالة خطية من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، كما أكد المسؤول الجزائري استعداد الجزائر الكامل لدعم سوريا في إنجاح المرحلة الانتقالية وتحقيق تطلعات الشعب، سواء بالتنسيق المشترك لتطوير العلاقات الثنائية في كل الميادين مع المرافعة من أجل دمشق بمجلس الأمن بما يسهل تحقيق الطموح السوري في غد أفضل، وتحدث عطاف عن التنسيق عربيا بخصوص التحضيرات لقمم الجامعة العربية مستقبلا.

أكدت الخارجية أن زيارة الوزير عطاف تأتي في إطار العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين، بهدف استعراض السبل الكفيلة بتعزيزها، والانتقال بها إلى أسمى المراتب المتاحة، كما تهدف إلى “تجديد التعبير عن تضامن الجزائر، ووقوفها إلى جانب سورية خلال هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها المعاصر”.

ولم يكن سفير الجزائر بدمشق كمال بوشامة حاضرا في مراسم استقبال وزير الخارجية، بسبب إعادته إلى الجزائر مباشرة بعد سقوط الأسد، وتولي السلطة الجديدة شؤون الحكم بسوريا، وهو الذي تم تعيينه شهر ماي 2023، فيما يدير السفارة الجزائرية بالبلد العربي المذكور حاليا، قائم بالأعمال إلى حين تعيين سفير جديد لها أو عودة المعني، وهو ما ستحسم فيه الدولة الجزائرية بحكم أن زيارة عطاف ستفتح صفحة أخرى تأقلما مع التغيرات التي شهدتها دمشق.

وفي قراءة سطحية للحدث، كان وزير الخارجية احمد عطاف قد أكد في الندوة الصحفية التي نشطها لعرض حصيلة النشاط الدبلوماسي الخاصة بالسنة الماضية، قد أكد أن الجزائر -على غرار الدول العربية والأوروبية- تترقب الأوضاع في دمشق، بعد التغيرات السياسية التي شهدتها منذ الثامن ديسمبر 2024، وبعد التعامل مع الأوضاع بالحذر والتريث ، تدشن السلطات أولى خطوات التعامل مع السلطة الجديدة في سوريا التي أعلن فيها أحمد الشرع، مؤخرا، رئيسا للبلاد خلال المرحلة الانتقالية، والتطلع الى ترتيب علاقات مع الدولة السورية بوضعها الجديد، والأبرز في البيان أن الجزائر جددت  التعبير عن تضامنها “ووقوفها إلى جانب سوريا خلال هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها المعاصر.

والجزائر التي لم تدخر أي جهد، بالأمس، لتفادي عزلة سوريا عربيا، بالإلحاح على عودتها للجامعة العربية – تجدد اليوم دعمها للدولة والشعب السوريين بما يساهم في نجاح المرحلة الانتقالية ويخدم تطلعات السوريين، ويدفع بالتعاون الثنائي قدما، واعتبر المتحدث أن رئيس الجمهورية كلفه بثلاث مهمات في هذه الزيارة الأولى لمسؤول جزائري، منذ تولي الشرع زمام الحكم، وقال في هذا الشأنالمهمة الأولي: إعراب الرئيس عبد المجيد تبون عن استعداد الجزائر الكامل للوقوف مع الأشقاء في سوريا في المرحلة الدقيقة والمفصلية في تاريخها، ومد يد العون في أي ميدان يرونه مفيدا لتمكين الشعب السوري الشقيق من كسب الرهانات ورفع التحديات وتحقيق التطلعات المشروعة التي يرسمها هذا البلد الشقيق في المستقبلكما أكد استعداد الجزائر لتطوير تعاونها الثنائي مع سوريا سواء في مجال الطاقة، التعاون التجاري، الاستثمارات،  وكل الميادين “التي يمكن أن تكون لبنة من لبنات بناء صرح التعاون الجزائري- السوري.”

وذكر مسؤول الدبلوماسية الجزائري بخصوص المهمة الثانية لزيارته لدمشق، والمتمثلة في حرص رئيس الجمهورية أن يتم وضع الجزائر -بصفتها عضوا غير دائم والعضو العربي الوحيد بمجلس الأمن – “في خدمة تطلعات سوريا في إنجاح المرحلة الانتقالية وفي إنجاح إعادة بناء المؤسسات الدستورية والبناء القانوني لسوريا الجديدة كما ذكر ضرورة التنسيق المشترك “بخصوص الاستحقاقات العربية القادمة وتناولنا بالحديث القمم العربية التي يتم التحضير لها”، كما جدد وزير الدولة وزير الخارجية الإرادة الكاملة للجزائر للتنسيق المنتظم والدائم مع سوريا بخصوص مستقبل العلاقات الثنائية، سواء على الصعيد الثنائي المحض أو المستويين العربي والدولي، ليختم قائلا “لسوريا وللشعب السوري الشقيق في الجزائر دعم الأخ الوفي.. دعم الأخ الملتزم ودعم الأخ الذي يرى في نجاح سوريا نجاحه الخاص”، ومن جهته أثنى وزير الخارجية السورية على العلاقات التاريخية بين بلاده والجزائر.

وتعتزم الجزائر، التي تشغل في الوقت الحالي مقعداً غير دائم في مجلس الأمن الدولي، لعب دور مساعد لصالح دمشق، من خلال تقديم مبادرات لرفع العقوبات القائمة على سوريا، والدفاع عن المصالح السورية ضد الاعتداءات السورية، وهي التي ألحت على ضرورة وحدة التراب السوري، في بيان سابق للخارجية، وستصب الجهود لاستصدار قرار دولي يلزم الاحتلال الصهيوني بالانسحاب من المناطق التي احتلتها بعد سقوط الأسد، بداعي سقوط اتفاق الفصل وفك الاشتباك الموقع عام 1974. وإضافة الى العلاقات السياسية، تحتفظ الجزائر في سوريا بجالية تاريخية، تعود إلى هجرة الأمير عبد القادر.