الخبير العسكري أكرم خريف: عملية إسقاط المسيرة المالية تؤكد جاهزية قوة الردع الجزائرية

قال الخبير في الشأن العسكري أكرم خريف، إن الجيش الجزائري يتوفر على منظومة دفاع جوي متقدمة تُمكنه من رصد الأهداف الجوية داخل عمق دول الجوار، وعلى مسافات تتعدى عشرات الكيلومترات. 

أوضح خريف في تصريح لـ”الترا جزائر” أن عملية إسقاط الطائرة المسيّرة المالية، التي تعود لصنع تركي، جاءت بعد عملية ترصد دقيقة لمسارها، حيث قامت وحدة من الدفاع الجوي، باستهداف المسيرة فور دخولها المجال الجوي الجزائري، وتم إسقاطها بنجاح، وأشار إلى أن عدة احتمالات يمكن أن تطرح بخصوص كيفية إسقاط المسيرة، منها قذفها عبر بطارية أرضية مضادة للطيران أو إمكانية استهدافها عبر طائرة اعتراضية.

وكان بيان وزارة الدفاع الوطني، قد ذكر أن وحدة تابعة للدفاع الجوي عن الإقليم بالناحية العسكرية السادسة للجيش الجزائري، تمكنت ليلة أول أفريل 2025، من رصد وإسقاط طائرة استطلاع بدون طيار مسلحة بالقرب من مدينة تين زاوتين الحدودية، وذلك بعد اختراقها المجال الجوي الجزائري لمسافة 02 كيلومتر”.

عن البيان الذي أصدره الجيش المالي عقب الحادث، قال خريف إنه “بيان سياسي موجه للرأي العام المالي”، مؤكدًا أن جيش مالي لا يتواجد أصلا في تلك المنطقة الحدودية، وليس لديه القدرة حتى على استرجاع بقايا الطائرة التي تم إسقاطها، وقد حاول منح رواية أخرى لتحطم الطائرة المسيرة، مشيرا إلى أنها كانت تنفذ “مهمة عادية لمراقبة الأراضي المالية” وسقطت في موقع “غير مأهول بالسكان”، مؤكدا أن “تحقيقًا فُتح على الفور” لتحديد الأسباب الدقيقة للحادث.

وأكد الجيش المالي أن هذا الحادث لن يؤثر على “إرادة وقدرة القوات المسلحة المالية على مواصلة مهامها في حماية مالي وسكانه”، في إشارة إلى استمراره في العمليات شمال البلاد.

وحول تداعيات هذه العملية، أجاب خريف أنها أكدت جاهزية قدرة الردع الجزائرية واستعدادها لصد أي هجوم محتمل، وهو أمر كان معروفا حسبه لكن إثباته عمليا يعزز من تفوق الجيش الجزائري في المنطقة.

يأتي هذا الحادث، وفق صاحب موقع مينا ديفونس، في وقت تفرط فيه دول مجاورة في استخدام الطائرات المسيّرة وتقوم بعمليات عسكرية تؤدي إلى سقوط ضحايا مدنيين، واستدل في السياق ذاته بحادثة مماثلة وقعت في شهر مارس من السنة الماضية، حين قصفت مسيرة من نفس الطراز، شاحنتين جزائريتين في شمال مالي.

عن ضرر الحادث على قدرات الجيش المالي، أكد خريف أن الخسارة مؤثرة بالنظر إلى قيمة الطائرة المسيّرة مقارنة بميزانية الجيش المالي، موضحًا أن ثمنها يُقدر بحوالي 5 ملايين دولار أمريكي.

وتعد هذه الطائرة، وفق الصور المتداولة لها، من طراز “أكينجي”، التي تصنّعها شركة “بيكار ” التركية. ووفق مصادر إعلامية، كانت مالي قد اشترت ما لا يقل عن طائرتين من هذا الطراز العام الماضي، لاستخدامها في عملياتها العسكرية شمال البلاد.