الرئيس أردوغان في الجزائر

شرع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هذا الأحد، في زيارة صداقة وعمل إلى الجزائر تستغرق يومين بدعوة من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون.
وكان في استقبال الرئيس أردوغان، لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي، الرئيس تبون ومسؤولين في الدولة، بالإضافة إلى أعضاء من الطاقم الحكومي.
وخلال هذه الزيارة، سيجري الرئيسان تبون وأردوغان محادثات حول سبل تدعيم الروابط القائمة بين البلدين وتوسيع مجالات التعاون بينهما، بالإضافة إلى التشاور حول القضايا الدولية ذات الإهتمام المشترك.
وأكدت مصادر دبلوماسية أن الزيارة تحمل “أهدافا تاريخية” وتهدف إلى”نقل العلاقات المثالية بين البلدين إلى مستوى إستراتيجي”متوقعة إقدام الجانبين التركي والجزائري على خطوات مهمة فيما يخص تطوير العلاقات الاقتصادية، وتحديدا الصناعات الخفيفة.
ويرى مراقبون أن تركيا تأخذ بعين الإعتبار موقف الجزائر من الأزمة الليبية وهي تتحرك بالتنسيق معها، مشيرا إلى أن هناك تطابق تام في موقف البلدين بهذا الخصوص.
ويرافق الرئيس التركي وفد من رجال الأعمال بغية رفع حجم الاستثمارات التركية في الجزائر وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وعشية الزيارة، أكد دبلوماسي تركي أن البلدين يسعيان لتعزيز العلاقات على جميع الأصعدة من خلال تجاوز المجالين الاقتصادي والثقافي وهي المهمة التي سيضطلع بها “المجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي بين البلدين، الذي سيتشكل في إطار مذكرة تفاهم سيوقع عليها الرئيسين خلال هذه الزيارة” .
وشهدت علاقات الصداقة الجزائرية التركية، في السنوات الأخيرة حركية خاصة بعد الزيارات المتبادلة للمسؤولين الأتراك إلى الجزائر والتي أعادت توجها جديدا قوامه توسيع قاعدة التعاون من البعد الإقتصادي إلى المسائل السياسية والإستراتيجية.
وتعد زيارة أردوغان الثالثة للجزائر، حيث أجرى في 19 نوفمبر 2014 زيارة رسمية، وجاءت زيارته الثانية في فيفري 2018 لتعزز أكثر العلاقات بين البلدين خاصة الإقتصادية.
للاشارة تأتي زيارة الرئيس التركي إلى الجزائر أياما فقط عقب الندوة الدولية حول ليبيا في برلين التي شارك فيها الرئيسان عبد المجيد تبون والتركي اردوغان في 19 جانفي المنصرم.
كما تأتي الزيارة غداة إجتماع لوزراء خارجية دول جوار ليبيا الذي احتضنته الجزائر يوم الخميس الماضي، وهو اللقاء الذي أكد على ضرورة التزام الأطراف الليبية بوقف إطلاق النار، معربين عن تطلعهم إلى أن يهتدي الأشقاء الليبيون إلى تسوية سلمية لأزمة بلادهم ، بعيدا عن أية تدخلات أجنبية .
وسجلت العلاقات الاقتصادية الجزائرية-التركية، خلال السنوات الأخيرة دفعا جديدا في مختلف الميادين، لاسيما في مجالا الطاقة والحديد والصلب والنسيج، إلى جانب تعزيز المبادلات التجارية.
وتأتي زيارة اردوغان إلى الجزائر من أجل إعطاء دفعة قوية للتعاون الإقتصادي بين البلدين إلى جانب التشاور حول القضايا ذات الإهتمام المشترك، حيث يراهن البلدان على علاقات إقتصادية أقوى، من خلال الزيارات المتبادلة التي أثمرت بمشاريع واتفاقيات عديدة في مجالات الطاقة والتجارة والزراعة والبناء والثقافة.
ومنذ ماي 2006، ترتبط الجزائر وتركيا بمعاهدة صداقة وتعاون ساهمت في رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين، ورفع نسبة الإستثمارات التركية في الجزائر، وسط توقعات بأن تشهد العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما “طفرة جديدة” في السنوات المقبلة.
وتعتبر الجزائر أكبر شريك تجاري لتركيا في إفريقيا، بحجم مبادلات تجارية يتراوح ما بين 3.5 و5 مليارات دولار سنويا، وتخطى حجم الاستثمارات التركية في الجزائر عتبة 3 مليارات دولار.
وتتجلى أهم المشاريع بين تركيا والجزائر في إفتتاح “طيال” أكبر مصنع للنسيج في إفريقيا، بمحافظة غليزان (غربي البلاد)، باستثمار يقدر بـ1.5 مليار دولار.
وأقامت الشركة التركية “توسيالي أيرون أند ستيل” في 2013 بوهران (غرب الجزائر) مصنعا للحديد والصلب، بتكلفة تفوق 750 مليون دولار, وبقدرة إنتاجية بلغت 1.2 مليون طن سنويا من المواد الحديدية.
وفي 2015، أسست الشركة المختلطة “أوزميرت”(تركية جزائرية أنشئت في 2007 بوهران) مصنعا بمحافظة عين تيموشنت (غرب) متخصص في صناعة الفولاذ والقضبان المسطحة.
تعليقات 0