الرئيس تبون: الجزائر متمسكة بالإنصاف في ملف الذاكرة رغم محاولات أوساط إحالته إلى رفوف النسيان

الغد الجزائري- جدد رئيس الجمهورية في رسالة له بمناسبة الذكرى الـ 63 مظاهرات،17 أكتوبر1961 ، تمسك الجزائر بمبدأ الحق والإنصاف بخصوص ملف الذاكرة، رغم محاولات أوساط بفرنسا إحالته إلى ما أسماه “رفوف النسيان”، مؤكدا أن المسألة إلى نفس جديد من الجرأة والنزاهة للتخلص من عقد الماضي الاستعماري، ورؤية المستقبل بتصور بعيد عن الكراهية والحقد، كما طمأن أبناء وبنات الجالية الجزائرية بالخارج بأن الدولة الجزائرية حريصة على الاستمرار في الدفاع عنهم ورعاية مصالحهم.

وجه الرئيس تبون، بمناسبة يوم الهجرة المخلدة لمظاهرات أكتوبر، رسالة للشعب الجزائر، خاطب فيها ضمنيا التيار اليمين المتطرف بفرنسا الساعي لطي ملف الذاكر، والاستمرار في العيش بحنين “الجزائر فرنسية”، معتبرا أن الدولة الجزائرية متمسكة “بِـمَبْدَأ الحَقِّ وَالإنْصَافِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِـمِلَفِّ الذَّاكِرَة، الّذي تُحَاوِلُ أوْسَاطٌ مُتَطَرِفَةٌ تَزْيِيفَهُ، أو إحَالَتَهُ إلى رُفُوفِ النِّسْيَانِ”، كما اعتبر أن المسألة بحاجة في الوقت الحالي “إلى نَفَسٍ جَدِيدٍ مِنْ الجُرْأَةِ وَالنَّزَاهَةِ للتَّخَلُّصِ مِنْ عُقْدَةِ الـمَاضي الاستعماري، وَالتَوَجُّهِ إلى مُسْتَقْبَلٍ، لا إصْغَاءَ فِيهِ لِزُرَّاعِ الحِقْدِ وَالكَرَاهِيَةِ، مِمَّنْ مَازَالوا أَسِيرِي الفِكْرِ الاسْتِعْمَارِيِّ البَائِــــدِ.” وهي رسالة أخرى موجهة أساسا للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لتفادي الانصياع لدعوات القطب المتطرف في بلاده والذي سعى، في أكثر من مرة، لعرقلة أي تقارب جزائري-فرنسي.

وقال الرئيس تبون إن إحياء ذكرى هذه المظاهرات التي تظل راسخة في تاريخ الجزائر، تثمين لتضحيات الجالية بالمهجر، وتحمل دلالة على “وِحْدَةِ الشَّعْبِ وَالتِفَافِهِ حَوْلَ تَحْقِيقِ الأهْدَافِ الّتي رَسَمَهَا بَيَانُ أوَّلِ نُوفَمْبَر الخَالِدْ.”

معتبرا أن مختلف المشاهد المأساوية في محطات الميترو وجسور نهر السين بباريس، وقتها، وكل صور الدم والعنصرية البعيدة عن البعدين الحضاري والإنساني “تؤكد عمق الرابطة الوطنية المقدسة بين أبناء وطننا العزيز.” وجدد القاضي الأول في البلاد التأكيد على حرص الدولة الجزائرية على الدفاع عن بنات وأبناء الجزائر في المهجر، ورعاية مصالحهم.