الرئيس تبون.. رص الصف

الغد الجزائري-  أكد القاضي الأول في البلاد أن الحوار السياسي الشامل، سيكون في مستوى الرهانات والتحديات الإقليمية، واعدا الطبقة السياسية في البلاد على الاستمرار في طريق المصارحة الذي انتهجه خدمة للصالح العام وتكريسا للحقوق والحريات، وبما يتيح رفع كل التحديات وجعل مصالح الجزائريين فوق كل اعتبار، واغتنم الرئيس تبون خطابه السنوي أمام المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة للتأكيد أن استعادة ثقة الشعب عبر تجسيد تطلعاته، وتقع على أكتاف الجميع كسب رهان التنمية الوطنية، والحفاظ والحرص على صون كرامة المواطن في كل الظروف.

أضاف الرئيس تبون، في خطابه الموجه للأمة، أمام أعضاء البرلمان بغرفتيه بقصر الأمم بنادي الصنوبر، أمس الأحد، إن الحوار “الذي أعلنت عنه سيكون في مستوى الرهانات الداخلية والتحديات الإقليمية، كما سيكون عميقا وجامعا بعيدا عن الاستنساخ الخطابي”، كما أشار إلى أن الحوار سيُعزز الحقوق الأساسية من خلال القوانين المكرّسة في الدستور، والقانون العضوي المتعلق بالأحزاب السياسية والجمعيات، مجددا التزامه بوعده الطبقة السياسية بفتح حوار لتقوية الجبهة الداخلية، وذلك بصفة منظمة.

وبخصوص اللقاء مع أعضاء البرلمان بغرفتيه، أشار رئيس الجمهورية، إلى أنه يأتي في الأشهر الأولى من العهدة الثانية التي “سنُكرس من خلالها تعزيز المكاسب المحققة لحفظ كرامة المواطن وتنفيذ البرامج الموجهة للتنمية”.

وفي الشق الاقتصادي، قال الرئيس تبون، إن قانون الاستثمار كرّس الشفافية ومكّن من إرساء بيئة جديدة للاستثمار المحلي والأجنبي، مؤكدا أنه –القانون- لن يتغير على مدى 10 سنوات، ليضيف “وصلنا إلى 10.500 مشروعا استثماريا وكبريات الشركات في العالم تتزاحم للاستثمار في الجزائر، القفزة النوعية التي عرفها اقتصادنا أصبحت حقيقة ولها جاذبية”. 

” التنمية تتحقق عبر تنويع الاقتصاد وتحرير المبادرة”

وركز الرئيس تبون على الجانب الاجتماعي، في قناعة وتأكيد على الحفاظ على الطابع الاجتماعي للدولة، متطرقا لملف السكن، هذا الأخير الذي اعتبره أساس كرامة المواطن، وأكد أن الهدف يبقى العمل من أجل القضاء على جميع البيوت القصديرية على المستوى الوطني، مُذكرا بأن جميع السكنات اليوم تُبنى بمواد بناء جزائرية، وأضاف قائلا “لم يعد السكن عبئا على الدولة، واليوم سنصبح من الدول التي لها أكبر الإمكانيات كالإسمنت”.

وفي معرض حديثه، أشار رئيس الجمهورية إلى أنه “بعد 62 سنة من الاستقلال، دخلنا في مرحلة الجد واستغلال الثروات”، مؤكدا أن هذه الإنجازات “ليست أوهاما أو أرقاما ظرفية فقط”، وأشار الرئيس تبون أيضًا إلى أن الجزائر دخلت مرحلة جديدة من استغلال مواردها الطبيعية لتحقيق التنمية المستدامة، بعد أكثر من ستة عقود من الاستقلال، تستعد البلاد للانتقال إلى مرحلة الجد التي تقوم على استثمار هذه الموارد بشكل أكثر كفاءة. الإنجازات الحالية ليست مجرد أرقام عابرة أو مشاريع مؤقتة، بل هي خطوات محسوبة تهدف إلى تأسيس بنية تحتية قوية تلبي تطلعات الأجيال القادمة. ويتضح من خطاب الرئيس أن رؤية الجزائر للسكن تتجاوز فكرة توفير مأوى، لتشمل تعزيز الكرامة وتحقيق العدالة الاجتماعية، مع التركيز على التنمية المستدامة التي ترتكز على أسس وطنية صلبة.

وفي تثمينه للجهود المبذولة لتحسين الوضع الاقتصادي استشهد الرئيس بإحصائيات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والمؤسسات الدولية، حول النموذج الاقتصادي الجديد، والتي جاءت كلها إيجابية، ملفتا إلى أن الدولة تجاوزت تحديات المرحلة عبر تجسيد تطلعات الشعب، واستعادة الثقة في مؤسسات الدولة ودخلت مسار كسب رهان التنمية الوطنية، مؤكدا على أن التنمية الاقتصادية تتحقق عبر نموذج تنموي جديد قائم على تنويع الاقتصاد وتحرير المبادرة.وقال رئيس الجمهورية، أن هذا الأداء الاقتصادي الإيجابي “ركيزته المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والناشئة.

من جهة أخرى أكد الرئيس، أن الدولة الجزائرية لا تزال تكافح الفساد وستواصل مكافحته حتى آخر نفسو وتحدث في السياق ذاته عن الشروع في مراجعة قوانين الجماعات المحلية “حتى ننطلق في إعادة بناء دولة الحق والديمقراطية الحقة”، وأضاف “أجرينا تغييرات في مجال العدالة لاستعادة ثقة المواطن في الدولة. وإرساء مبدأ الفصل بين المال والسياسة ومكافحة الفساد”.

 من يدّعي الحضارة لا يفتخر بسلب الجماجم

ووجه الرئيس تبون رسائل لفرنسا، بالتأكيد أن “الاستعمار ترك الخراب في الجزائر، ونحن أصحاب حق لن يسقط.. وعليهم الاعتراف بتقتيل وذبح الجزائريين”، معتبرا أن الدولة التي تدعي الحضارة لا تفتخر بسلب الجماجم ووصفها بـ “الغنائم”، مجدد ا طلب الجزائر “بتنظيف النفايات النووية بمواقع تجاربها في صحرائنا.وجدد رئيس الجمهورية نصرة الجزائر لفلسطين ودعم كفاحها المشروع لبناء دولة حرة ومستقلة، قائلا “ثابتون على مواقفنا تجاه فلسطين إلى غاية استقلالها.

وبخصوص القضية الصحراوية، قال الرئيس تبون ” فكرة الحكم الذاتي فكرة فرنسية وليست مغربية ونحن على علم بذلك منذ عقود”، ليضيف في الشأن ذاته بنبرة قناعة “خيارات الحلول في قضية الصحراء الغربية بالنسبة “لهم” يتراوح بين المُرّ والَأمَرّْ، وهي قضية تصفية استعمار، وتقرير مصير.