المكسرات في عيد يناير … تراث وغذاء صديق للصحة

يشكل الاحتفال السنوي للسنة الأمازيغية فرصة للمستهلك الوهراني لاقتناء المكسرات بكميات أكثر من المنتجات الأخرى بحيث يرى الوهرانيون أن حضورها في هذه المناسبة تحمل أكثر من دلالة اجتماعية وتراثية ويعتبرونها مواد غذائية “صديقة للصحة”.
ولا يوجد معنى لـ”يناير” بدون مكسرات تتربع على عرش الموائد عشية الاحتفال و تزين الجلسات العائلية كونها من المنتجات الفلاحية التي لا يمكن الاستغناء عنها بالنظر إلى قيمتها الغذائية وفوائدها الصحية.
وعلى الرغم من أسعار المكسرات الملتهبة، فان الطلب عليها يزداد مع كل مناسبة لاسيما في عيد “يناير” الذي يتناول فيه المواطنون كميات من اللوز والجوز والبندق والفستق والفول السوداني، نيئة أو مملحة أوممزوجة بحبوب السمسم المحلية أو المستوردة، حسبما ذكره أحد تجار التجزئة بسوق الأوراس “باستي” بوسط مدينة وهران.
وقد يصل الإقبال على المكسرات ذروته يوم 11 يناير بسبب أسعارها التي تسجل انخفاضا عند الباعة المتجولين الذين ينتشرون أمام الأسواق الجوارية لمدينة وهران حيث قد يصل الجوز على سبيل المثال إلى 600 دج للكلغ الواحد بعد أن كان يباع بسعر 1.000 دج لكلغ منذ بداية الشهر الجاري.
ويعود الطلب المتنامي على المكسرات في المناسبات وحتى في سائر الأيام إلى زيادة الوعي المستهلك الوهراني على اختلاف أعمارهم بفوائد المكسرات التي أصبح يتناولها سواء في شكلها العادي أو محشوة داخل الفواكه الجافة منها التين أو البرقوق أو حتى التمر وفي خلطات عبارة عن “عقدات”، على حد تعبير صاحب محلي متخصص في بيع المكسرات.
وتعرض هذه المنتوجات كبرامج للحمية التي تعتمد على مختلف أنوع المكسرات في تحضير الأطباق للحفاظ على رشاقة الجسم وصحته وذلك عبر صفحات التواصل الاجتماعي و مواقع الانترنت التي تلعب دورا كبيرا في نشر فوائد هذه المنتجات اللذيذة و الحلوة مما يزيد الإقبال على شراء المكسرات بشكل منتظم، حسبما أوضحته المختصة في التغذية هدى بن عبدالله.
وأضافت تقول ذات المتحدثة أن المكسرات تعد “مستودعا مليئا بالعديد من المعادن” مثل الحديد والكلسيوم والمغنيسيوم والدهون غير المشبعة فضلا عن احتوائها على كثير من الفيتامينات والألياف التي تمد الجسم بالطاقة مما يجعل وجودها ضروري في النظام الغذائي” غير أنها تنصح المستهلك بتناول مقدار لا يزيد عن حفنة و في أوقات معينة حتى يكون لها تأثير إيجابي على صحة الإنسان.
ومن جهتها تقول السيدة زينب في عقدها السبعين أن “تناول المكسرات مهما كانت نوعيتها وكميتها وفوائدها فإنها عادة تذكرني بالسنوات الماضية عندما كنت أضعها في كيس من الكتان لصغاري الذين يتذكرون الأجواء الاحتفالية بعيد يناير ومع حلول السنة الأمازيغية أقول لكل الجزائريين أسغاس امغاس”.
تعليقات 0