النخب الدينية في الساحل تتحرك لطرد الإمارات

الغد الجزائري – توعدت رابطة علماء وأئمة ودعاة دول الساحل، الذي يجمع النخب الدينية الفاعلة في الساحل الأفريقي، بـ “عدم تأخرها في التصدي “لمحاولات بعض القوى الخارجية لزعزعة الاستقرار وإثارة الفتن بين الجزائر وشعوب هذه المنطقة، وذلك في أول ردّ مباشر من النخب الدينية لدول المنطقة، على محاولات “التكالب” (التحالف) الثلاثي الذي يجمع الإمارات والكيان الصهيوني والمغرب، للتشويش على العلاقة المتينة بين الجزائر وشعوب المنطقة.
وقال رئيس رابطة علماء وأئمة ودعاة دول الساحل أبو بكر والر مدو، إن الرابطة تقدر عاليا جهود الجزائر من أجل استتباب السلام والأمن وتعميم المصالحات بمنطقة الساحل الإفريقي وستعمل في القريب العاجل على عقد لقاء بالعاصمة التشادية نجامينا للإعلان عن موقف رسمي وعلني لإدانة مساعي بعض القوى الخارجية لتقويض الثقة بين الجزائر وشعوب المنطقة، وذلك في رد صريح على دسائس التكتل الصهيوني الإماراتي المغربي الذي تجمع ركائزه جرائم الإبادة ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، ومحاولات ثني الجزائر عن مواقفها الثوري، من خلال التحرش بقضاياها القومية في الساحل الأفريقي والصحراء الغربية، بعد أن منع جبن هؤلاء مواجهة الجزائر مباشرة، حيث وضع الثلاثي الشيطاني مخططا لاختراق الإعلام الأفريقي وحتى الأوروبي، دون الحديث عن الإعلام العبري والمغربي، من أجل خلق جو مشحون في العلاقات بين الجزائر وشعوب دول الساحل، من خلال نشر الإشاعات وتحريض شعوب المنطقة على أن الجزائر تعمل ضد مصالح هذه الشعوب في وقت تهتف شعوب المنطقة في الساحات العمومية والميادين باسم الجزائر عاليا لوقوفها سدا مانعا ضد التدخلات الأجنبية في المنطقة، رغم إدانتها لتغيير الحكم بطرق غير دستورية.
واعتبر رئيس الرابطة وهو تنظيم إسلامي شبه قاري في الساحل الأفريقي، في تدخل له على إذاعة الجزائر الدولية، بأن الرابطة تتابع عن قرب وبالمزيد من الانشغال محاولات بعض القوى، الخارجية لزعزعة الاستقرار وإثارة الفتن بين الجزائر وشعوب هذه المنطقة وهي لن تتأخر في التصدي إليها ومحاربتها بمختلف الطرق وعبر منابرها الاعلامية من إذاعات وصحف وعبر وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لها من أجل نشر الوعي بخطورة ما يجري التحضير له .وطمأن بأنه على قناعة بأن مثل هذه المساعي مآلها الفشل لأن “شعوب المنطقة بلغت مستوى كبير من الوعي تجعلها تميز بين من يسعى فعلا لصالحها ومن يعمل على سيادة وجلب الخراب للمنطقة”.
وتساءلت رابطة علماء وأئمة ودعاة دول الساحل، عن توقيت هذا التحرك المشبوه، في وقت بدأت فيه مظاهر الأمن والاستقرار تلوح بالمنطقة، والتي كان للجزائر دور بارز فيها سياسيا واقتصاديا وروحيا وثقافيا، كاشفا عن معلومات في غاية الأهمية بالتأكيد أن عديد القوى تأثرت مصالحها بالتحولات الايجابية التي طرأت على دول المنطقة ولذلك تحاول النيل من الجزائر والإضرار بمصالحها ولكن مثل هذه المناورات لن تمر وسنواجهها بكل الأشكال “.
وقال إن الرابطة ستواجه هذه التحركات أيضا عبر فروعها بدول الساحل ومؤسساتها من خلال إبراز كل معاني التقدير والتحية لجهودها لفائدة شعوب المنطقة وعدم الإنصات لحملات التشويش من خلال تبيان من كان دائما يقف معها في السراء والضراء .
ولعل ما يشجع نخب دول الساحل على إجهاض مخططات زعزعة الاستقرار التي تقودها الإمارات والمغرب والكيان الصهيوني، هو طرد الجيش السوداني لغالبية موظفي سفارة أبو ظبي من الخرطوم، لدعمهم المفضوح لميلشيات الدعم السريع، وإجهاض أي محاولات لإيقاف الحرب بين الإخوة في السودان أو تقريب أراء بينهم.
وأكد رئيس أهم تنظيم ديني في الساحل أن “جهود الجزائر معروفة وتقدرها شعوب ودول الساحل الإفريقي والقارة الإفريقية قاطبة ولا يمكن للعلماء السكوت عنها ونعتبرها إنجازات إيجابية بنسبة 90 بالمائة ونقوم بالتوعية وتنوير شعوبنا ونحثها على عدم الانجرار إلى مثل هذه المناورات والمخططات الخبيثة لأننا نعرف كيف نميز بين الأصدقاء وأعداء منطقة الساحل”.
واستطرد أن “العلاقة المتينة بين الجزائر ودول الساحل ضاربة في الجذور وهي كانت دائما متعددة الجوانب من دبلوماسية نشطة لفائدة وتعميم المصالحات سواء كان ذلك في ليبيا أو مالي وحديثا في النيجر، حيث نجحت الجزائر في إنقاذ المنطقة وهذا البلد من حرب وشيكة عبر وساطتها وحراكها الدبلوماسي لتفادي تدخل عسكري خارجي مدمر”، معرجا في السياق ذاته على مشاريع الجزائر الموجهة لدول الجوار الإفريقي ومنها، “مشروع السكة الحديدية لربط مع الدول الإفريقية وتوسع مجال الخطوط الجوية مع الدول الإفريقية، ومنح الدراسة في مجال التعليم العالي والبحث العلمي.. أو المساعدات المشاريع التي خصصتها الجزائر لدول المنطقة وأفريقيا عموما عبر الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي.
تعليقات 0