النعامة.. جوهرة طبيعية وقبلة للسياح والمستثمرين

الغد الجزائري – حين تدخل ولاية النعامة يقابلك مثل شائع يقول “من دخلها يبكي ومن خرج منها يبكي ومن بقي فيها يصبح هو الآمر الناهي ومن أعيان المدينة ونهايته ستكون مأساوية”، وتفسير ذلك أن سبب البكاء في المرة الأولى صعوبة التأقلم مع الطبيعة بالمنطقة وبعد المسافة، أما سبب البكاء في المرة الثانية فهو مغادرة الولاية التي ألفها بجود وكرم أهلها وبالتسهيلات التي تقدم للوافد إليها بعدما أتاها فقيرا أصبح وبقدرة قادر غني وسيد القوم، والمتشرد أصبح فيها متزوج وأب لأسرة والمطرود منها صار الآمر الناهي، وتفسير النهاية المأساوية حسب المعتقد السائد أنه من حاول خداع المدينة وأهلها سيكون جزاءه وخيما ولن يرضى عنه الجميع كما يقال “تخرج فيه دعوة رجال البلاد”، والأمثلة كثيرة لا تعد ولا تحصى .
ولاية النعامة ولاية فتية وتاريخ متجذر
تقديم ولاية النعامة ولاية النعامة ولاية سهبية فتية وليدة التقسيم الإداري الأخير لسنة 1984 بعدما كانت تابعة إداريا لولاية سعيدة تتربع على مساحة إجمالية تقدر بـ 29000 كلم مربع، وتتكون من 12 بلدية موزعة على 02 دوائر أكبرها دائرة المشرية التي تضم بلدية المشرية بلدية عين بن خليل، والبيوض ودائرة العين الصفراء التي تضم بلدية العين الصفراء بلدية تيوت وباقي البلديات هي الصفيصيفة عسلة مكمن بن عمار ومغرار حباها الله بطبيعة ساحرة ومكنوزات طبيعية، وثروة حيوانية هائلة وهذا ما جعل 11 سفير الذي زارها سنة 2008 يبهرون في ما تتوفر عليه هذه الولاية من مؤهلات استثمارية سواء في الثروة المائية أو الحيوانية أو السياحية أو من خلال جبل الملح بقرية عين ورقة.
بــادية النعــامة
البادية في اللسان العربي من بنا مثلما أشار إليه الأستاذ إبراهيمي عبد المالك يبدو إذا برز أو ظهر أو سكن البادية فالبادية هي الأرض الساهرة البارزة خلاف الحصر الذي يعني الاستقرار، وبادية النعامة هي أراضي السهوب الشاسعة التي تصلح للرعي لما تتوفر عليه من نباتات رعوية تناسب المناخ وتقلباته في المنطقة منها ( الحلفاء – الشيح – الدرين – الرتم – والرمث ) وغيرها، والأعشاب ذات الفائدة الغذائية للأغنام، وبادية النعامة هي جزء من بوادي الهضاب العليا التي تتوسط الشمال، التل والصحراء وتعد هذه البوادي من الغرب الجزائري إلى شرقه، في هذا المستوى المنبسط الذي يستوعب ساكنتها من البدو الرحل الذين يعتمد نشاطهم الإقتصادي على تربية الماشية أساسا، و سكان بلدية النعامة قبائل عربية تنتمي إلى بني هلال وبني سليم مع عناصر وأسر أمازيغية استقرت بها وذابت في محيطها واكتسبت ثقافتها ولغتها وعاداتها و أصبحت تنتمي إليها بالولاء والمصاهرة والإندماج الكامل كما سكنتها قبائل أخرى أهمها القبائل البوبكرية في الجنوب، لسكان البادية في بلدية النعامة عادات وتقاليد عربية أصيلة ما تزال راسخة كالفروسية التي تعني تربية الفرس العربي الأصيل، ورعايته وحب البارود الذي يرمز إلى البطولة والألفة والشهامة والرشاقة في ركوب الخيل ولإيقاع المتزن والبدو الرحل يفتخرون بشيئين هما : الفرس والبندقية، ومن خلالهما وبهما يحمي الفارس شرفه ويعيل مكانته في القبيلة وبين القبائل الأخرى ويكتسب تواجده الذي يرمز إلى السيادة والقيادة.
تقاليد وطقوس
للفروسية تقاليد وطقوس مرعبة لا ينبغي الإخلال بها و إلا كانت هجينة، منها اللباس الخاص والمواسم التي يتداعى لها الفرسان من داخل الولاية وخارجها في شكل فرق تنسب إلى قيادتها تتبارى بما تتمتلكه من خيول فارهة وبنادق ولباس وسروج ذات أشكال و ألوان وأنساق موحدة، ومن بين الفنون التي يفتخر بها سكان البوادي فنون الرقص البدوي خاصة رقصة العلاوي ذات الإيقاع المنسجم والحركات الدقيقة التي توحي بإيقاع حركة الخيل وإشتباكها في الشوط أو في ميدان الحرب كما يوحي العلاوي بدوي البارود وتضام الجماعة ذهابا وإيابا، أما الحيدوس فهو رقصة نسائية وقد يشارك فيها الرجال ولعل الحيدوس من الحدس الذي هو السرعة والمضي على إستقامة والذهاب في الأرض وتقوم على نظام الصف المنسجم مع الايقاع الموحد بالأيدي والأرجل والصوت، ويتغنون بقصائد ووصلات تعبر عن حياة البدوي الذي لا يقر له قرار في الأرض، فهو دائم التنقل والترحال هروبا من شر الأعداء وبحثا عن الماء ومرتع أغنامه فتارة تلقاه في الربيع يتجه الى الشمال بحثا عن الدفئ والكلأ و نحو الجنوب عندما يشتد البرد، وبدو النعامة كغيرهم يسكنون الخيام التي تتكون أجزائها من الفليج، الـﭭنطـاس، الخالفة، الحيال، الخرب، المجابد، الأوتاد، الركيزة، العمد.
الثقافة الشعبية
ومن مميزات سكان البادية تلك الثقافة الشعبية المتوارثة عبر الأجيال التي إكتسبوها من خلال حياتهم وتجاربهم وصراعهم مع الطبيعة وما ترسب عنها من أمثال وحكم وأشعار تمتد من تراث بني هلال في تغريباتهم الوجودية وما انجر عنها من أحداث ووقائع التي شهدها تاريخ الغارات والحروب وتقلبات الولاء والإرتباط بالدول والكيانات السياسية المجاورة إلى تاريخ الحقبة الإستعمارية البغيضة والحركات الجهادية التي إندلعت في المنطقة منذ الغزو الفرنسي إلى الثورة التحريرية المباركة ومن خلال ذلك ندرك أن الخيمة إكتسبت وظيفة جديدة إذ أصبحت مركزا للإيواء والعلاج والراحة، والفرس أصبح وسيلة للتنقل والنقل وعبور الحدود، والشعراء أداة فعالة للتعبئة وشحن المعنويات والحث على الجهاد لتحرير الوطن، أما أهل البادية فقد تسابقوا إلى الإنظمام إلى الثورة المجيدة نظرا لعدة عوامل منها معرفتهم الدقيقة بأسرار البادية ومناطقها ومضارب ساكنتها وإتساع رقعتها وعملها كحلقة وصل واتصال بين الشمال والجنوب والسهوب والجبال ومنابيع المياه والأودية وتحديدا لهوية القبائل البدوية في بادية النعامة فلابد من التذكير أنها تنقسم إلى ثلاثة أقسام كبرى وهي:
1- قبائل حميان وتتمركز في المنطقة الشرقية والشمالية من أرض الولاية وتتكون حاليا من ست بلديات.
2- قبائل العمور وتسكن الجهة الغربية الجنوبية وتعبر خمس بلديات، وقبائل أولاد سيدي التاج وسيدي أحمد المجدوب وتنحصر مضاربها في الحدود الجنوبية في بلديات مغرار، تيوت، عسلة وهي تنسب إلى البوبكرية نسبة إلى الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ولا نخفي الحقيقة إذا قلنا أن كثيرا مما تم ذكره حول سكان البادية بالنعامة أصبح مجرد ذكرى ليس إلا بحيث عصفت بها رياح الزمن وتناثرت حياتها وتاهت بفعل عوامل التصحر الزاحف والجفاف القاتل الذي دمر الطبيعة البيئية ومواردها وكياناتها وفرض على سكانها الهجرة إلى المدينة تاركين ورائهم أراضيهم التي أصبحت قاحلة جرداء، كما زادها إهمال الإنسان ولا مبالاته وإسرافه في استغلالها بلا وازع ولا ضابط من القانون أوسلطة، وبذلك تقلص نشاطها الاقتصادي المتمثل في الثروة الحيوانية التي كانت هي مصدر عيشها وعمودها الفقري الذي كان يمدها بالحركة التجارية عبر أسواق الماشية، وأضحت اليوم الثقافة الشعبية بعناصرها ومكوناتها إلى ثقافة شبه حضرية أو شيئا من ذلك، سطحية فاقدة لجوهرها الأصلي المتوراث من الأجيال التي سبقت.
النعامة.. تاريخ عريق مليء بالبطولات
ولاية النعامة كباقي ولايات الوطن شهدت مقاومة شديدة للإستعمار منذ أن وطأت أقدامه أرض المنطقة وكانت أبرزها مقاومة الشيخ بوعمامة، المتصوف قائد المقاومة الشعبية في الجنوب الغربي الجزائري والتي دامت أكثر من 20 سنة 1881- 1904 هذه المقاومة وغيرها من المقاومات كان لها أثر كبير في تكوين شخصية متمردة ومقاومة في المنطقة سهلت عملية احتضان الثورة منذ الشرارة الأولى لاندلاعها، حيث كانت المنطقة تابعة للولاية الخامسة المنطقة الثانية التي شهدت عدة معارك منها على سبيل المثال لا الحصر معركة أمزي/ جبل أمزي بالعين الصفراء والتي استعمل فيها سلاح النابالم المحرم دوليا و معركة بولحفاظ، معركة جبل بني سمير، معركة مير الجبال، معركة جبل مرغاد، معركة جبل عيسى، وقد دفعت ولاية النعامة كباقي الولايات الوطن ضريبة غالية من خيرة أبنائها سقطو في ميادين المعارك إذ تحصي أكثر من 1605 شهيد هذا بالإضافة إلى شريحة كبيرة من المعطوبين، والذي ما زالت مخلفاته في تزايد بسبب مخلفات الاستعمار ومازرعه في هذه الأرض الطيبة من ألغام وأسلاك شائكة حيث ما زال خط شارل وما يحويه من سموم شاهد إلى يومنا هذا على وحشية الإستعمار وهمجيته.
القصور العتيقة..
على ضفاف المجاري والوديان المائية والواحات الخضراء والبساتين الخلابة بنيت القصور العتيقة لولاية النعامة بكل مرافقها بشكل هندسي معماري رائع يتناسب مع طبيعة ومناخ المنطقة ( مسجد، المدرسة القرانية، البيوت، مساحة تختلها أزقة واسعة وضيقة مترابطة مع بعضها البعض أحصينا منها خمسة قصور مازالت على حالتها الطبيعية ( قصر مغرار- قصر قلعة الشيخ بوعمامة – قصر تيوت – قصر عسلة – وقصر صفيصيفة ). بالإضافة إلى التراث المادي تزخر ولاية النعامة أيضا بالتراث غير المادي ويتمثل في:
المواسم والوعدات
بما أن المعتقدات في ولاية النعامة تمتد أصولها من الدين والتاريخ، إلى ماتحويه البيئة فقد تداول بين السكان إحياء مناسبات.
1- المواسم يحييها سكان المنطقة في طابع عام مشترك لا يخلو من العادات والتقاليد بتعبير دال على الفرح منها ماهو مقدس وديني كالأعياد المرتبطة برأس السنة الهجرية عاشوراء، والمولد النبوي الشريف، ليلة القدر المباركة، وعيدي الفطر والأضحى، ومنها ما يرسخ مظاهر التألف والتقارب الأسري والإجتماعي كحفل الزفاف والختان .. الخ
2- الوعدات أو ما يسمى المعروف تقام الوعدات في الولاية من طرف أتباع و أبناء وخدام الأولياء الصالحين الذين عاشوا بالمنطقة فترة من الزمن لتترحم على الجد الصالح ولقاء أحفاده وأبناءه في تجمع سنوي لصلة الرحم وحل المشاكل الاجتماعية إضافة إلى تنظيم شؤون القبيلة الداخلية والخارجية ويكون ذلك في موعد محدد من السنة لا يخضع لأي تبديل أو تغيير وتعتبر وعدة سيدي أحمد المجدوب الولي الصالح بعسلة من أهم هذه الوعدات تليها وعدة أولاد سيدي التاج قلعة الشيخ بوعمامة بمغرار فهي عبارة عن تظاهرة إقتصادية وثقافية جهوية بارزة تمتتد فترتها لثلاثة أيام كاملة تقام فيها مهرجانات الفروسية وإطلاق البارود ويعرض التجارفيها سلعهم للبيع كما يحضر المداحون من مختلف الجهات لتنشيط الوعدة ويتم من خلالها أيضا تقديم المدائح الدينية والقصص الشعبي المختلف تضمهم حلقات من هنا وهناك إضافة إلى وعدة سيدي بوتخيل بالعين الصفراء وعدة سيدي بلال بالعين الصفراء والمشرية ووعدة سيدي موسى بعين بن خليل ووعدة سيدي امحمد بالنعامة ووعدة السندان بالعقلة ووعدة سيدي عيسى بتيوت ووعدة سيدي سياف فرطاسة بصفيصيفة ووعدة سيدي أحمد الميلود بمكن بن عمار .
السياحة الحموية والنقوش الصخرية
يعد حمام عين ورقة المعروف ببلدية عسلة، من أهم محطات السياحة الحموية، وأهم مورد اقتصادي يساهم في ترقية مستوايات العيش والتنمية المحلية بها، إذ يقصده ما يزيد عن 500 زائر يوميا لا سيما في فصل الشتاء فمياهه تحتوي على الكلور، الصديوم، الكبريت والكلس تبلغ درجة الحرارة به 46 % فهو قبلة للمصابين بالروماتيزم وعلاجا فعالا لهم أما النقوش الصخرية فنجدها في أهم المواقع السياحية التي تستقطب السياح كبلدية تيوت فتتواجد بها الحجرة المكتوبة التي تروي قصصا، وحكايات السكان القدامى الذين استوطنوا بالمنطقة منذ أمد بعيد{800 سنة قبل الميلاد] حسب تقديرات المؤرخين، وكذلك بمنطقة عين الصفراء، جنين بورزق، مغرار التحتاني، عسلة .
الفروسية.. رمز وارتباط
كان الفرس ومايزال رمزا للشخصية العربية الأصيلة إذ عرف العربي بإرتباطه الوثيق بفرسه وسيفه أو بندقيته لذا تكتسي تربية الخيول أهمية خاصة، وعناية فائقة حيث تجد أن جل القبائل المتواجدة بالولاية تهتم بالفرس وتكرمه حتى يكاد يكون فردا من العائلة ولهذا الغرض شكلت فرقا للفنطازيا المعروفة محليا بإسم ” العلفة ” علفة أولاد سليمان، وعلفة أولاد سيد التاج، علفة الطرافى، علفة العمور، علفة أولاد الشحمي، علفة أولاد سيدي سليمان، علفة المجادبة، علفة السندان وعلفة الشيخ بوعمامة وغيرها من العلفات التي تنسب للقبيلة أو العرش .
الفلكلور
هو عبارة عن رقصات شعبية لها دلالات معينة من خلال بعض الحركات التي تكون مصحوبة بإيقاع ألات موسيقية تقليدية تتمثل في الغايطة، البندير، القصبة، ومن بين أهم أنواع الفلكلور في ولاية النعامة نجد العلاوي والحيدوس والغيوان .
الشعر العربي :
الشاعر لسان حال مجتمعه، فلا يخلو مجتمع من شاعر يدافع عن حرماته ويمجد بطولاته وينقل أخباره فشيطان الشعر حط رحاله بين بعض أبناء هده المنطقة فتفننوا في نظم القصائد المختلفة الأغراض والمواضيع.
القصص الشعبية والأغنية البدوية
يمكن تحديد مناسبات القص في المنطقة في نقطتين إثنتين في البيت والحي، وفي المواسم أي بين الأهل والأصدقاء في الأولى والمجتمع العام في الثانية وحسب المختصين فيقسم مجال رواية الشعر والقصة بين ثلاثة فئات من محترفي الرواية الشعبية وهم المداحون ورواة الحلقات العامة في تجمعات الأسواق والمناسبات العامة، القوالون وهم الشعراء ورواة الشعر في الجلسات الخاصة التي تعقد من حين لأخر بين هواة الشعر وراويات البيوت وهن النساء اللواتي يتخصصن في رواية الحكايات الموجهة خصوصا للأطفال والتي يطغى عليها الطابع الخرافي وكل هذا يحاول وصف للحياة الثقافية والإجتماعية وتجسيد الثقافة الشعبية بالمنطقة إضافة إلى تخليد بطولات المجتمع .
الألعاب التقليدية
بما أن الحياة الاجتماعية هي اللبنة المميزة لسكان المنطقة الجنوبية الغربية عامة وولاية النعامة خاصة، حيث أن الألعاب رياضة للبدن وترويح عن النفس وهي إحدى الملامح الراسخة لتراثها فهي تشكل وجها من وجوه الحياة لسكان المنطقة بحيث خلقوا لأنفسم جوا من المرح والفسحة من خلال مجموعة من الألعاب التقليدية على غرار الضامة لعبة فكرية والسيق تلعب بقطع من الأخشاب في الرمل.
اللباس التقليدي
باعتبار اللباس صورة عاكسة لتطور وازدهار المجتمعات عبر الزمن، مع المحافظة على الأصالة والعراقة يسعى سكان المنطقة إلى اختيار بعناية خاصة لألبستهم ويعرفون بلبس الجلابة الوبرية والصوفية في فصل الشتاء والشاش او ما يعرف محليا ” بالحواق” لما لها من أهمية بالغة في ترسيخ الهوية العربية .
الكتاب والباحثون
إن تنامي ظاهرة الكتابة في الآونة الأخيرة وتزايد عدد الكتاب والباحثين دفع مديرية الثقافة إلى تنظيم ملتقى جهوي لهذه الشريحة كل سنة تعرض فيه الأعمال وتناقش فيه الأفكار وفي هذا المجال نحصي عدد لا بأس به من الكتاب والباحثين الذين طبعت أعمالهم منهم الأستاذ المؤرخ خليفة بن عمارة ” الحلم والملك ” وبلية بغداد ” النظم الصوتي في القرآن والترجمة ” والأستاذ سعيدي محمد الأمين والشاعر عرباوي مجذوب والأستاذ ضيف الله عبد القادر ومحمد معروف ولد جلول ” حوار أم جدل ” وغير هؤلاء كثير بالإضافة إلى كوكبة من الشباب التي لم تطبع أعمالها بعد .
الشعراء
تحصي ولاية النعامة العديد من الشعراء منهم محمد بوحميدة صاحب ديوان المأسي والشاعر بوزيان عبد القادر صاحب ديوان الرؤية البوزيانية من خلال القصائد الشعبية والشاعر نقاز جلول والشاعر خيدوري عبد القادر والشاعر حاجي لحبيب طيب الله ثراه وغيرهم كثير .
الفن التشكيلي
إن طبيعة المنطقة الخلابة وتنوعها بين الجبال والواحات والوديان والرمال جعل الرسامين يبدعون في لوحاتهم فأبدعت اناملهم وذاع صيتهم وحصدوا عديدا من الجوائز الوطنية والدولية نذكر من بينهم الفنان التشكيلي رشيد حماد – جريدني ممد قراري عبد القادر حيدار التوهامي بلقور لغريسي العيد حكداني الحاج محمد عز الدين بوشطاطة ابراهيم باهرة فتيحة .. الخ
المسرح
عرفت الحركة المسرحية بولاية النعامة حركات مد وجزر كثيرة بين انتعاشه وانتكاسه حيث تكونت عدة فرق مسرحية شاركت في مهرجانات وطنية ودولية منها فرقة المسرح الأجواء فرقة جنوب جيلالة للمسرح والسينما والشباب، فرقة طليعة روح الأدب المسرحي الشموع….. الخ .
واقع وأفاق السياحة في ولاية النعامة
حسب المتتبعين للنهضة التي قطعتها ولاية النعامة في مختلف المجالات وبصفة خاصة المجال السياحي نجد أنها عرفت طفرة نوعية وهذا بفضل المشاريع التنموية والمخططات التنموية التي أقرها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون منها الموجهة إلى المناطق الحدودية ومناطق الظل.
فولاية النعامة استفادت من مشاريع مهمة وهياكل قاعدية ساعدتها في الإنفتاح على السوق السياحي، نذكر من بينها تجديد وتهيئة شبكة الطرقات الداخلية بمختلف بلديات الولاية، إضافة إلى مشروع الطريق المزدوج الذي يربط مدينة المشرية بولاية بشار والطريق المزدوج الذي يربط النعامة بولاية سعيدة الذي هو في طور الإنجاز باعتبار أن ولاية النعامة طرقاتها تؤدي إلى كل ولايات الوطن . فضلا عن تعزيزها بخط السكة الحديدية الأمر الذي ساعدها على بعث استثمارات واعدة ومهمة في المجال السياحي وكذلك استئناف الرحلات بمطار شيخ بوعمامة بالمشرية عبر أربع رحلات داخلية في الأسبوع، ضف إلى ذلك الاستقرار الأمني والانتعاش التنموي الذي تعرفه المنطقة، وحسب تصريح مدير السياحة السيد يزيد دداش أن العمل يجري من طرف المشرفين على قطاع السياحة بالولاية على تنشيط الرحلات السياحة الداخلية وتسهيل تنقلات المواطنين من الشمال إلى الجنوب من خلال تثمين الدور الذي تقوم به وكالات السياحة والأسفار المعتمدة محليا وكذا الجمعيات السياحية الناشطة بالولاية فضلا عن التنسيق مع مصالح الخدمات الاجتماعية للشركات العمومية لتنظيم رحلات سياحية نحو الولاية، كما أن مصالحه تسعى إلى تثمين و تكثيف التظاهرات السياحية التراثية والاحتفالات والأعياد المحلية واستغلالها للترويج للمعالم والمواقع الطبيعية والأثرية والسياحية وذلك من خلال إعداد الدعائم السمعية البصرية والخرائط الأثرية ووالومضات الإشهارية التي تعرف بهذا المنتوج السياحي الهام .
وللتخفيف من النقص المسجل في هياكل الإيواء المناسبة للعائلات يجري العمل على تشجيع صيغة السياحة الداخلية لدى السكان والتي يمارسها العديد من الشباب عبر مدن الولاية ذات الخصوصيات السياحية وهي صيغة تضامنية للإيواء تساهم في دعم السياحة المستدامة والتي أخذت تعرف انتشارا واسعا خلال السنوات الأخيرة، وتساهم في تشجيع السياحة الداخلية واستحداث عديد مناصب الشغل المؤقتة وإنعاش عديد النشاطات التجارية الأخرى خلال المواسم السياحية الأخيرة، إضافة إلى تشجيع “رحلات السفاري” وإعادة بعث و إحياء تظاهرات عرفت بها المنطقة سابقا من بينها عيد الدغمة وصالونات زرابي العمور وحميان وتظاهرة سباق المهاري ومسابقات الأكلات الشعبية والتقليدية وغيرها مما أشير إليه، وأكد والي الولاية الوناس بوزقزة في هذا الشأن أن إرادة مسؤولي الولاية كبيرة في تقديم كل التسهيلات الإدارية كما أن مصالحه تسهر على متابعة إنجاز المشاريع من أجل النهوض بهذا القطاع ذي الأهمية الكبرى للاقتصاد الوطني واسترجاع المكانة التي كان يحظى بها سابقا، التي من شأنها أن تساعد على استقطاب أكبر عدد ممكن من المستثمرين الحقيقيقين في المجال السياحي والابتعاد عن الممارسات التي عرفتها الولاية سابقا، وفي ذات السياق أكد دراجي بوزيان أن قطاع السياحة بولاية النعامة سيعتمد على خريطة طريق جديدة هدفها “تجسيد مختلف المشاريع قصد جلب المزيد من السياح في أفاق 2024 كما أشارت إليه وزارة السياحة”.
ولهذا الغرض تتضافر الجهود محليا من أجل تجسيد خمس عمليات تتمثل في إعادة تهيئة وتوفير العقار السياحي وتنمية السياحة الداخلية، إلى جانب تطوير السياحة الحموية وتنفيذ مخطط “وجهة الجزائر”، كما يجدر الذكر أن المنطقة سبق وأن زارها العديد من السفراء من مختلف الدول وأبدو رغبتهم في الإستثمار بها.
رابح شيحة
تعليقات 0