بعد إعلان بوتين للتعبئة.. هل حان موعد الحرب العالمية الثالثة؟ 

الغد الجزائري– نشر الموقع الإلكتروني للكرملين، الأربعاء، المرسوم الخاص بالتعبئة العسكرية الجزئية في البلاد، الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فيما عبّر مسؤولون غربيون عن قلقهم من التصعيد.

وأوضح بوتين -في خطاب له- أن بلاده تتعرض لتهديدات بالسلاح النووي، وأن لدى روسيا أسلحة دمار شامل مضادة للأسلحة الغربية، وطالب الحكومة بتوفير أموال لزيادة إنتاج الأسلحة.

وأضاف أنه اتخذ قرارا بتوجيه ضربة استباقية بهدف تحرير الأراضي في إقليم دونباس، مشيرا إلى أنه طلب من الحكومة إعطاء وضع قانوني للمتطوعين الذين يقاتلون في دونباس، وأكد تأييده لقرارات استقلال مناطق دونباس وزاباروجيا وخيرسون، بحسب تعبيره.

واتهم الرئيس بوتين الغرب بأنه لا يريد إحلال السلام بين روسيا وأوكرانيا، مؤكدا أن أوكرانيا تستخدم المرتزقة والمتطوعين الآخرين بقيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وتعد تعبئة بوتين الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، وقد حذّر الغرب من أنه لم يخادع عندما قال إنه مستعد لاستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن روسيا.

وفي السياق ذاته، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن التعبئة الجزئية تنطبق على من لديه خلفية عسكرية، مشيرا إلى أن لدى بلاده موارد ضخمة و25 مليون فرد. وأضاف أن نحو 300 ألف من جنود الاحتياط استُدعوا في إطار التعبئة الجزئية.

وأوضح شويغو أن روسيا ليست في حالة حرب مع الجيش الأوكراني بقدر ما تخوضها مع الغرب جميعا، مؤكدا وجود قادة عسكريين غربيين يديرون العمليات في كييف، كما أشار إلى ضربات من أسلحة غربية على المدنيين. وقال إن معظم شبكات الأقمار الصناعية التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) تعمل ضد روسيا في أوكرانيا.

وكانت السلطات الموالية لروسيا في مقاطعة خيرسون الأوكرانية قد أعلنت أن الاستفتاء على انضمام المقاطعة إلى روسيا سيجري من يوم الجمعة وحتى الثلاثاء المقبلين، فيما أكدت الولايات المتحدة أنها لن تعترف بنتائج “الاستفتاءات الزائفة”.

وقالت السلطات الانفصالية في دونباس وخيرسون إنّ عمليات الاستفتاء بشأن الانضمام إلى روسيا ستجرى من 23 إلى 27 سبتمبر. كما صوّت برلمانا مقاطعتيْ دونيتسك ولوغانسك على إجراء استفتاء الانضمام إلى روسيا في الفترة من 23 وحتى 27 من الشهر الجاري.

وقد نددت عواصمُ غربية عدة بهذه الاستفتاءات، وأكدت عدم الاعتراف بنتائجها. وأكدت واشنطن أن هدف الاستفتاءات هو صرف الأنظار عن الوضع الصعب الذي تواجهه القوات الروسية.

وقال مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي جيك سوليفان إن “تلك الاستفتاءات إهانة لمبادئ السيادة ووحدة الأراضي”.

وأضاف “إذا حدث ذلك، فإنّ الولايات المتحدة لن تعترف مطلقا بمطالبات روسيا بأي أجزاء من أوكرانيا تقول إنها ضمتها”.

استنكار غربي لإعلان موسكو التعبئة الجزئية

قال روبرت هابيك، نائب المستشار الألماني، الأربعاء، إنّ التعبئة الجزئية للجيش الروسي التي أمرت بها موسكو، هي “تصعيد إضافي للصراع في أوكرانيا”، مشيراً إلى أنّ “الحكومة الألمانية تدرس الرد عليه”.

وأضاف هابيك أنّ الخطوة الروسية “سيئة وخاطئة”، وسيجري “مناقشتها والتشاور بشأنها سياسياً، فيما يتعلق بكيفية الرد”.

من جهتها، اعتبرت سفيرة الولايات المتحدة في أوكرانيا بريدجت برينك، الأربعاء أنّ التعبئة الجزئية التي أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تشكل “مؤشر ضعف”.

وقالت السفيرة برينك في تغريدة في “تويتر” إنّ “الاستفتاءات الزائفة والتعبئة هي مؤشرات ضعف وفشل روسي”، مؤكدةً أنّ بلادها “ستستمر في دعم أوكرانيا طالما اقتضت الضرورة”.

من جهتها، حثّت وزارة الخارجية الصينية، الأربعاء، جميع الأطراف على “الدخول في حوار ومشاورات وإيجاد طريقة لمعالجة المخاوف الأمنية لكل طرف”. وقال المتحدث باسم الخارجية، وانغ ون بين، إنّ “موقف الصين بشأن أوكرانيا ثابت وواضح”.

تهديدات أوروبية بفرض عقوبات جديدة على روسيا

هدد الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات جديدة ضد روسيا إذا ما أُجريت استفتاءات على ضم “أراضٍ أوكرانية” إليها، بعد إعلان سلطات جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين ومقاطعتي خيرسون وزاباروجيا عزمها على إجراء استفتاءات قريباً على الانضمام إلى الاتحاد الروسي.

وقال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيانٍ مساء الثلاثاء: “أعلنت السلطات التي عيّنتها روسيا بشكلٍ غير شرعي في الأراضي الأوكرانية عن استعدادات لإجراء استفتاءات غير قانونية”.

وأضاف بوريل: “ستتم محاسبة روسيا وقيادتها السياسية وجميع المشاركين في هذه الاستفتاءات وغيرها من انتهاكات القانون الدولي في أوكرانيا، وسيجري النظر في اتخاذ تدابير تقييدية إضافية ضد روسيا”.

بدوره، ندّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم بهذه الاستفتاءات، معتبراً أنّ أي استفتاء بشأن الضم لن تكون له أهمية من الناحية القانونية.

وقال للصحافيين على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة: “أعتقد أنّ ما أعلنت عنه روسيا مهزلة”، معتبراً ذلك “استفزازاً جديداً لن يؤثر في موقفنا”.

وأضاف ماكرون أنّ “فكرة تنظيم استفتاءات في مناطق تشهد حرباً، وتتعرض لقصف، هي قمة السخرية”. وأعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، في وقتٍ سابق اليوم، أنّه إذا أجرت روسيا “استفتاءات زائفة” في أوكرانيا، فلن تعترف الولايات المتحدة أبداً بالأراضي التي ستضمها روسيا، مضيفاً: “نحن نرفض تصرفات روسيا بشكلٍ قاطع”.

يأتي ذلك بعد أن أعلن كل من رئيس إدارة مقاطعة زاباروجيا يفغيني باليتسكي، ورئيس إدارة مقاطعة خيرسون فلاديمير سالدو، أنّ الاستفتاء على انضمام المقاطعة إلى روسيا سيجري في الفترة من 23 حتى 27 سبتمبر الجاري.

وتقدّم مجلسا الشعب (البرلمانان) في كل من جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية، أمس، بطلب إلى رئيسي الجمهوريتين، لإجراء استطلاع شعبي فوري للانضمام إلى روسيا.

موسكو: اهتمام “الناتو” بالقطب الشمالي يؤجج الصراع

أعلن سفير المهام الخاصة في وزارة الخارجية الروسية، رئيس لجنة كبار المسؤولين في مجلس القطب الشمالي، نيكولاي كورشونوف، أنّ “إدراج القطب الشمالي في مجال اهتمام الناتو يزيد من درجة الصراع، ويخلق تحديات خطيرة للدول الأخرى ولروسيا”.

وقال كورشونوف في تصريح لوكالة “سبوتنيك” الروسية، الأربعاء، إنّ “إدراج القطب الشمالي في منطقة مصالح الناتو لا يؤدي إلّا إلى تعقيد الوضع العسكري السياسي في هذه المنطقة، ويزيد من درجة الصراع، ويخلق تحديات خطيرة في مناطق خطوط العرض العليا لدول أخرى، بما في ذلك روسيا”. وأضاف: “لدى روسيا عدد أقل بكثير من الولايات المتحدة، وحلف شمال الأطلسي، من المنشآت العسكرية في القطب الشمالي. نحن نعمل على استعادة البنية التحتية العسكرية في الشمال، المفقودة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي”.

وأكد السفير الروسي أنّ “روسيا تفي بالتزاماتها بالحفاظ على القطب الشمالي كمنطقة منخفضة التوتر العسكري، وتبدي ضبط النفس، ولا تنشر وحدات أجنبية في منطقتها القطبية”.

وفي وقت سابق، أكدت موسكو في العديد من المناسبات أنّ “حلف الناتو يهدف إلى المواجهة مع روسيا”، وقال لافروف إنّ “الناتو داس حقوق الناس بالعيش الكريم، بأكثر الطرق فظاظة ولا قانونية”. واعتبر المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أنّ توسيع حلف الناتو “لن يجلب إلى أوروبا المزيد من الأمن والاستقرار”.

وأعلنت الولايات المتحدة، في 27 أوت الماضي، استحداث منصب سفير لمنطقة القطب الشمالي، بهدف تكثيف دبلوماسيتها هناك، وسط تعزيز روسيا والصين وجودهما في المنطقة القطبية، مع ظهور ممرات مائية من جراء التغيّر المناخي تسهّل الوصول إليها.

وكان الأمين العام لحلف “الناتو”، ينس ستولتنبرغ، أعلن أنّ التعاون بين روسيا والصين في القطب الشمالي “يشكّل تحدّياً لقيم حلف شمال الأطلسي ومصالحه”، مشيراً إلى أنّ “روسيا زادت بشكل كبير من نشاطها العسكري في القطب الشمالي في السنوات الأخيرة”.