بوقادوم: الجزائر تأمل في حياد الإدارة الأمريكية لتسوية القضية الفلسطينية

تحدث عن آفاق العلاقات الجزائرية-الأمريكية أيام قبل تنصيب ترامب

أوضح سفير الجزائر بالولايات المتحدة الأمريكية أن عودة دونالد ترمب، لسدة الحكم لن تؤثر على المبادئ التي تعاملت بها الجزائر مع الإدارات الأمريكية السابقة، وذلك بالاهتمام بالتعاون المشترك، وكذا التعويل على البيت الأبيض في إعلاء قيم السلام، خصوصا بالشرق الأوسط، والمساهمة في إنصاف القضية الفلسطينية بالتخلي عن التحيز، خصوصا أنها عضوا دائما بمجلس الأمن.

قال السفير الجزائري بواشنطن، في مقابلة نشرتها الصحيفة الأمريكية “ناشيونال جورنال”، إن “الجزائر، باعتبارها أكبر دولة في إفريقيا، تحتل موقعا استراتيجيا جغرافيا وجيوسياسيا”، وقبل أيام من عودة الجمهوريين للبيت الأبيض، وتولي ترامب زمام الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، أعرب صبري بوقادوم عن رغبته في العمل على تحسين العلاقات الثنائية، مؤكدا أن “فريق ترامب معروف بمقاربته الديناميكية”، مشيرا إلى أن الجزائر، التي تقع “على مفترق طرق البحر الأبيض المتوسط والعالم العربي، تتطلع إلى أن تدرك الإدارة الجديدة الفرص التي توفرها البلاد، لا سيما في قطاع الطاقة الذي يعد حاسما بالنسبة لأوروبا والولايات المتحدة”، ولم ينكر السفير الجزائري وجود “نقاط اختلاف” حول بعض القضايا مسبقا، وبلهجة الدبلوماسي الواعي بقضايا العصر، أوضح بوقادوم أن “قرار إدارة ترامب الأولى بالاعتراف بالسيادة المغربية المزعوم على الصحراء الغربية موقف لم يسعد الجزائر”، مؤكدا أن هذه الخطوة التي تحركت بها واشنطن قبل 15 يوما من انتهاء العهدة الرئاسية الأولى لترامب، أثارت مخاوف بشأن حياد الولايات المتحدة باعتبارها حكما في هذه القضية الحساسة، ليضيف “بالنسبة للجزائر، فإن الموقف الأمريكي هو الأكثر أهمية لأنها عضو في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”، وأبرز المتحدث أن خيار الانحياز في مثل هذه القضايا العادلة يمكن أن يقلل من النفوذ الدبلوماسي للولايات المتحدة ويضر بالسعي إلى إيجاد حلول دائمة.

وأكد صبري بوقادوم، بالرغم من صعوبة العمل مع إدارة ترامب بشأن القضية الفلسطينية، على عزم الجزائر الكامل في إسماع صوت الفلسطينيين، لأنها “أعربت دائما عن دعمها لإنشاء دولة فلسطينية، وهو المبدأ الذي دافعت منذ الإعلان عن إقامتها عام 1988 في الجزائر”، مذكرا بتعامل وتعاون الجزائر بكل شفافية وصراحة مع مختلف الإدارات التي تعاقبت على البيت الأبيض، الديمقراطية منها والجمهورية. والرسالة واضحة أن الدولة الجزائرية ستتعامل مع إدارة دونالد ترامب الجديد دون أي تغيير في قناعاتها.

وإذا كانت العلاقات بين الولايات المتحدة والكيان، القوية في عهد بايدن، مرشحة لأن تنتعش أكثر، بدءًا من 20 جانفي الجاري، باعتراف سفيرة الولايات المتحدة الجديدة لدى الأمم المتحدة، إليز ستيفانيك -وهي من أشد المؤيدين لتل أبيب- على هذا الوضع، إلا أن السفير الجزائري صبري بوقادوم يشير إلى أن الصراع الفلسطيني- الصهيوني يستمر منذ ما يقرب 80 عاما، وبالنسبة له فإن أي تطور في القضية “لا بد أن يأخذ بعين الاعتبار حقوق الفلسطينيين في تصور السلام الدائم”، وأضاف أن تلميحات الاحتلال لضم الضفة الغربية “انتهاك واضح للقانون الدولي وعائق إضافي أمام السلام” مذكرا بالمستوطنات غير الشرعية والتي لا تزال مصدر إزعاج يستوجب حله وتفادي تفاقم الوضع أكثر.”

وبصفتها رئيسة لمجلس الأمن لعام 2025، وكعضو غير دائم، سيتعين على الجزائر التعاون مع الدول الـ 14 الأخرى الأعضاء في هذه المؤسسة التابعة للأمم المتحدة. وفيما يتعلق بالصحراء الغربية، كما هو الحال بالنسبة للقضية الفلسطينية، سيكون الحوار والقانون الدولي أسلحتها. وذكّر صبري بوقادوم بأن بلادنا “عملت بشكل وثيق مع إدارة بايدن في مبادرات مختلفة، لا سيما من خلال دعم اتفاق وقف إطلاق النار بغزة” الذي تقدمت به الولايات المتحدة الأمريكية. وباختصار، ما يبرز من تصريحات صبري بوقادوم هو الإصرار على عدم التنازل عن الأساسيات، ولكن أيضاً الرغبة في اعتماد الحوار الصريح في كل الظروف. سوف تستمر القضايا الإقليمية، وخاصة تلك المتعلقة بفلسطين واستقرار الشرق الأوسط، في تشكيل الحوارات بين الولايات المتحدة والجزائر في الأشهر والسنوات القادمة.

بخصوص سوريا، قال بوقادوم “يجب على المجتمع الدولي أن يساعد السوريين …سوريا عبارة عن فسيفساء من العديد من الأديان والأعراق. وحدة أراضي سوريا مهمة جدًا بالنسبة لنا.”