تونس: الفخفاخ يبدأ غدا مشاوراته لتشكيل الحكومة

يبدأ رئيس الوزراء التونسي المكلف، إلياس الفخفاخ، غدا الخميس، مشاورات تشكيل الحكومة مع رؤساء الكتل النيابية وممثلي الأحزاب السياسية، للبحث عن الحزام السياسي والبرلماني لدعمها، وسط دعوات إلى الانفتاح على كل القوى الحية دون إقصاء.
وتنطلق غدا رسميا مرحلة المشاورات الفعلية لحكومة الفخفاخ في مدة لا تتجاوز 30 يوما غير قابلة للتجديد، وفق ما ينص عليه الفصل 89 من الدستور التونسي لسنة 2014.
وينتظر رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة التونسية الجديدة ملفات عددية لحلها بعد أكثر من 4 أشهر من موعد إجراء الانتخابات التشريعية في 6 أكتوبر، تتوزع على ثلاثة محاور، اقتصادية،أمنية واجتماعية.
وقد وجد رئيس الحكومة المكلف، دعما وترحيبا من الأحزاب السياسية، منها التيار الديمقراطي وحركة الشعب وحركة النهضة وتحيا تونس، حيث يتعين على الفخفاخ حاليا تشكيل حكومته، بعد فشل حكومة الحبيب الجملي في نيل ثقة البرلمان، متيحا بذلك الخيار الآن أمام نواب البرلمان في دعم الحكومة أو رفضها، في فرصة أخيرة قد تجنب البلاد سيناريو إمكانية إعادة الانتخابات البرلمانية، في حالة لم تحظى حكومة الفخفاخ بالأغلبية البرلمانية، والمقدرة ب 109 أصوات.
واعتبرت هذه الأحزاب، في تصريحات لقيادييها، أن مساندة هذه الحكومة مرتبط أيضا ببرنامج عملها والأطراف التي ستشارك فيها على أن يبقى القرار الأخير في هذا الخصوص من مشمولات هياكلها وقواعدها الحزبية.
وأكدت عضو البرلمان عن حركة النهضة، السيدة الونيسي، أن الياس الفخفاخ، هو جزء من المنظومة السياسية ما بعد “الثورة” والنهضة اشتغلت معه في حكومتي كل حمادي الجبالي وعلي العريض، وليس لديها تحفظات بشأن تعيينه رئيسا للحكومة المرتقبة”، مشيرة إلى أن الموقف النهائي سيكون بناءا على المنهجية التي سيتبعها الفخفاخ في إعداد هذه الحكومة برنامجا وتركيبة.
وأوضح رئيس الكتلة الديمقراطية والقيادي في التيار الديمقراطي، غازي الشواشي، أن “التيار الديمقراطي تلقى بكل ارتياح تعيين الياس الفخفاخ رئيسا للحكومة الجديدة على اعتبار أنه من ضمن الشخصيات التي دعمها الحزب”، مشيرا إلى أن المهمة صعبة، لكنها ليست مستحيلة. وأضاف أن حزبه سيدخل المفاوضات بكل إيجابية، وسيشارك في صياغة برنامج الحكومة، كما سيعمل التيار الديمقراطي على جمع حزام سياسي قوي لهذه الحكومة، وفق قوله.
وعلى هذه الخلفية، أكد الفخفاخ أنه سيعمل على أن “تتكون حكومته من فريق مصغر منسجم وجدي يجمع بين الكفاءة والإرادة السياسة القوية والوفاء للثوابت الوطنية وأهداف ثورتنا المجيدة”، مؤكدا على انه سوف يعمل على أن تكون حكومته “متناغمة مع ما عبر عنه الشعب التونسي في الانتخابات الأخيرة، وأكد على حرصه في التغيير الجدي في السياسات العامة ونحو إرساء شروط ومؤسسات الدولة العادلة.
دعوات للانفتاح على كل القوى الحية دون إقصاء
عبرت مجموعة من الأحزاب الممثلة بالبرلمان عن عدم اعتراضها على تكليف رئيس الجمهورية، قيس سعيد، للوزير السابق إلياس الفخفاخ بتكوين الحكومة، موضحة أن موقفها من دعم الحكومة ومنحها الثقة مرتبط بالتشكيلة التي سيقترحها رئيس الحكومة المكلف مع التأكيد على ضرورة الانفتاح على كل القوى الحية دون إقصاء.
ومن هذا المنطلق، دعا حزب قلب تونس، رئيس الحكومة المكلف إلى الانفتاح على كل القوى الحية والأحزاب السياسية دون إقصاء مؤكدا عدم وجود إحترازات مبدئية أو شخصية على اختيار إلياس الفخفاخ مكلفا بتشكيل الحكومة، كما دعا الحزب إلى التشاور مع كل القوى الحية والأحزاب حول شكل الحكومة ووضع البرنامج الملائم حتى يضمن الحزام السياسي والبرلماني للتغلب على التحديات وتحقيق الأهداف المرجوة من أجل أن تخرج تونس من أزمتها الاقتصادية والاجتماعية.
من جهته، قال الناطق الرسمي باسم حركة النهضة، عماد الخميري، أن الفخفاخ لم يكن مرشح حركة النهضة لكنها لا تعترض على تكليفه، مشيرا بخصوص دعم حكومة الفخفاخ ومنحها الثقة بالبرلمان، إلى أن الحديث عن هذا الملف سابق لأوانه بالنظر إلى أن ذلك مرتبط بالمشاورات التي سيجريها وبالرؤية التي سيقدم بها برنامجه الاقتصادية والاجتماعي وتصوره للحكم إضافة إلى طبيعة حكومته المرتقبة.
من جانبه، أكد زهير المغزاوي، أمين عام حركة الشعب، أن الحركة ستتعامل مع رئيس الحكومة المكلف بجدية وستحدد موقفها على ضوء المشاورات والحوارات التي ستجريها معه وبالعودة إلى مجلسها الوطني.
أما الأمين العام لحركة تحيا تونس، سليم العزابي، فقال إن رئيس الحكومة المكلف سيوفر أكثر ظروف النجاح لحكومته المرتقبة لو يستقيل من حزب التكتل، مشيرا إلى أن حزب تحيا تونس سجل بارتياح قرار رئيس الجمهورية المتعلق بتكليف الفخفاخ بتكوين حكومة، موضحا أن حزبه مع تكوين حكومة مصغرة وسياسية بامتياز.
وعلى إثر هذه التصريحات، كشف الفخفاخ أن حكومته تسعى إلى نيل ثقة البرلمان، عن طريق فتح المجال لأوسع حزام سياسي ممكن بعيدا عن أي إقصاء أو محاصصة حزبية، موضحا أن حكومته ستمتنع عن الدخول في أي نزاعات سياسية ضيقة وستركز كل طاقاتها وإمكاناتها على العمل من أجل مواجهة التحديات ذات الأولوية وهي بالأساس اقتصادية واجتماعية مع تعزيز المكاسب الديمقراطية.
ويرى محللون سياسيون أن الفخاخ ينتظره شهر صعب من المشاورات واللقاءات مع الأحزاب البرلمانية التي تقبع بين خيارين، إما القبول بالفرصة الأخيرة أو إعادة إجراء الانتخابات خصوصا أن الرئيس التونسي كان حازما في بلاغ التكليف إذ شدد على أن المهلة شهر وحيد لتشكيل الحكومة غير قابل للتجديد.
تعليقات 0