حزب الجمهوريين بفرنسا يوجه لسعاته العنصرية نحو الجزائريين

الغد الجزائري- خرج بعض ممثلي التيار اليميني بفرنسا، عن صمتهم، بعد رفع مؤرخين جزائريين قائمة تضم ممتلكات منهوبة خلال الفترة الاستعمارية لمسؤول “الإليزي” قصد استرجاع، وبذلك الحنين للجزائر الفرنسية والرغبة الملحة في اللعب على حبل الذاكرة تزامنا مع الانتخابات الأوروبية، برز حزب الجمهوريين، وحفيدة جون ماري لوبان، ماريون ماريشال، في طليعة المتهجمين على الجزائر بعد أن ضغطت على “الزر المحرج” -في تصورهم- في وقت أثارت تغريدات المعنيين اعتراضات من قبل شخصيات كبيرة في هذا الحزب المحسوب على اليمين التقليدي بفرنسا.

جاءت التغريدة التي تعكس انزعاج الحزب من مطالبة الجزائر باستعادة الممتلكات المنهوبة في الفترة الاستعمارية وإعداد الطرف الجزائري في لجنة التاريخ والذاكرة قائمة مفصلة بذلك في الاجتماع الأخير ورفعها للرئيس إيمانويل ماكرون للحسم في المسألة، خصوصا أن فرنسا تحججت بالقانون أكثر من مرة للتهرب من تسليم العديد من الأغراض التي تعتبرها الجزائر “رمزية”.

في مضمون التغريدة نقرأ “رسالة خدمة للجزائر، يجب استعادة كل شيء الممتلكات والشر بما في ذلك المجرمون، المخالفون للقانون، المهاجرون غير الشرعيين، وأولئك الذين صدر بحقهم أوامر بالطرد”، وأرفق المنشور بالتعويذة الجزائرية الشهيرة “وان تو ثري” مع صورة لطائرة في وضع الإقلاع، تعكس كلمات النص في دعوة الجزائريين للرحيل من فرنسا.

وتم إرفاق التغريدة بصورة تظهر الجزائريين وهم يحتفلون أمام قوس النصر بالأعلام الجزائرية بانتصارات المنتخب الوطني لكرة القدم، ويتضمن النص المنشور العديد من الكليشيهات التي تساق حول المهاجرين كونهم مجرمون ومخالفون للقانون وغير ذلك مما يتردد في أوساط اليمين واليمين المتطرف.

واللافت أن رئيس حزب الجمهوريين “إيريك سيوتي” الشهير بمواقفه المعادية للمهاجرين، قد نشر تغريدة بنفس النص تقريبا، ما يؤكد أنه موافق على مضمون ما نشر على حساب حزبه الرسمي.

وفي ردود الفعل المنددة، كتب رئيس مقاطعة فرنسا العليا ووزير التربية الأسبق، كزافيي برتراند -وهو الوجه البارز في حزب الجمهوريين- أنه لا شيء يبيح الإساءة لدولة مهما كان، وقال في حسابه على منصة إكس له “أدين بشدة هذه التغريدة التي لا تعكس لا تاريخ ولا قيم الجمهوريين. أي حسابات انتخابية لا تبرر شتم بلد وشعبه، مهما كانت الخلافات التي تجمعنا”، وأضاف “أطلب حذف هذه التغريدة المسيئة التي تفيد الحملة الانتخابية الجيدة التي يقوم فرانسوا كزافيي بيلامي (مرشح الحزب للانتخابات البرلمانية الأوروبية”.

وكان لنائب الجمهوريين عن منطقة “تيريتوار دو بالفور”، إيان بوكارد، موقفا مشابها، حيث كتب يقول “لا ينبغي لليمين الجمهوريين أن يحاولوا تقليد الشعبويين على أمل كسب بعض الأصوات. الحملة الشجاعة التي يقودها فرانسوا-كزافيي بيلايمي تظهر أننا يمكن أن نحقق أفضل من ذلك”.

وبالنزعة العنصرية التي ورثتها، عن الجد جون ماري، وعلى خطى الخالة ماري، تشق طريق العداء للجزائر، الحفيدة ماريون ماريشال، حيث ردت على مطلب استعادة الممتلكات المنكوبة بمنشور على منصة التواصل الاجتماعي قائلة “سنعيد لهم الجزائريين غير الشرعيين، والملفات، والمجرمين. والعاطلين عن العمل منذ فترة طويلة.”

ولا غرابة أن يكون ملف الذاكرة معيار مساومة في الانتخابات الأوروبية، بل محل معارضة التيارات المتطرفة بفرنسا، وهو ما أكده أحد أعضاء لجنة الذتاريخ والذاكرة، المؤرخ محمد القورصو الذي قال “الملف يلقى معارضة شديدة، سواء في البرلمان، من طرف اليمين وحتى ضمن التيار المحسوب على ماكرون.”