خبايا الحرب على غزة وعلاقتها بالحرب الروسية – الأوكرانية

الغد الجزائري- لقد دخلت الحرب على غزة عامها الثاني، ويبدو أن إسرائيل لم تحقق بعد أهدافها التي كانت بررتها بما حدث في هجمات السابع من سبتمبر ولتحرير الرهائن الذين أسرتهم منظمة حماس، أما الآن فقد تحولت أهداف الحرب إلى إبادة الشعب الفلسطيني في غزة من دون وجه حق.

لقد استطاعت إسرائيل أن تقنع الولايات المتحدة والدول الغربية الحليفة بأن الحرب على غزة ستجبر روسيا على وقف الحرب في أوكرانيا من خلال ممارسة ضغوطات عليها عن طريق حلفائها العرب، وبذلك فتحت لنفسها الباب على مصراعيه لتحقيق خططها الإجرامية لتصفية المقاومة الفلسطينية، فلا الحرب توقفت في أوكرانيا ولا هي استطاعت تصفية المقاومة في غزة رغم الدعم الأمريكي والأوروبي.

لقد أصبحت الحرب على غزة وصمة عار على المجتمع الدولي الذي تواطأ بشكل مخجل مع إسرائيل، لقتل الأطفال والنساء والشيوخ، من أجل إيقاف الحرب في أوكرانيا وأوروبا، وما يدعو إلى الدهشة أكثر هو ما ربحته دول أوروبا وحلف الناتو في إشعال حرب في أوكرانيا وغزة، وما الدافع وراء محاولة توسيع حلف الناتو إلى حدود روسيا وهم يعلمون جيدا بأنه مخاطرة كبيرة وتداعياته أكبر على الأمن والسلم الدوليين، ألم يكن حريا بهم أن يعملوا. على إقامة سلام دائم وشامل ينهي كل هذه الصراعات الدموية التي لم يأتي من ورائها إلا الخراب والدمار، فحتى المنتصر مهزوم لأن ما يحدث أقرب إلى التخلف منه إلى التقدم.

كما أن تطور الأوضاع على الجبهتين ينذر بنشوب حرب وشيكة مع توسع رقعتها في الشرق الأوسط بين إسرائيل وإيران من جهة وبين الغرب وروسيا من جهة أخرى، سيما بعد ترخيص الرئيس الأمريكي المنتهية ولايتيه جو بايدن، لأوكرانيا باستعمال الصواريخ طويلة المدى لضرب الأراضي الروسية.

إن ما يحدث من دمار وخراب على الجبهتين وما قد سيحدث مستقبلا في حالة نشوب حرب عالمية ثالثة هو نتيجة للجنون الذي أصاب الدول الغربية بعدها آلت حضارتهم إلى الزوال في ظل النظام الدولي الجديد متعدد الاقطاب، فالأمر لا يقتصر فقط في وجود منافس قوي مثل روسيا في أوروبا أو على الصعيد العالمي، فوجود الصين كقوة اقتصادية بديلة للولايات المتحدة والغرب كله غيّر موازين القوى كلها.

لقد بات لزاما على الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيين أن يعلموا بأن الحل الوحيد للحفاظ على مكانتهم أو التموقع في النظام الدولي الجديد هو التفاوض والحوار مع الصين ودول منتدى “البريكس”. فالحرب أصبحت أسلوبا قديما لفرض السلام أو التوافق في العلاقات الدولية بين كل الأقطاب وعلى الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن التفكير بعمق في عواقب قرار الترخيص لأوكرانيا باستعمال الصواريخ المدى فهو تصعيد خطير وليس سهلا ضرب قوة عظمى مثل روسيا دون حدوث ما لا يحمد عقباه.

كما أنه من الضروري العمل على إيقاف الحرب في غزة وأوكرانيا عاجلا وليس أجلا، فالانتظار حتى استلام الرئيس الجديد لمهامه قد يكون أمرا يصعب تداركه في ظل الاحتقان الذي تعرفه الساحة السياسية الدولية.