رفح ..نزح الموت إلى رفح يا عالم

الغد الجزائري- إن قالوا لك أي منطقة في العالم تعلم فيه الموت النزوح؟ في أي نقطة تعلمت القبور النزوح؟ لا تتردد ورافق جوابك بوجع إن تركوا فيك ذرة إنسانية في غزة دون أدنى شك.. هذا الاحتلال الذي لا يزال العالم يصدق نواياه ولو أنه يعرفها ولم تتغير منذ أن وطئ الصهاينة أرضا مباركة تدعى «فلسطين».. فلسطين التي قال عنها درويش ذات يوم « أم البدايات وأم النهايات »، لكن نتانياهو لا يزال مصر على الإبادة ولا زلنا نبحث عن بداية ونهاية…عن أصل وفصل القصة ..عن متطوع يقتنع أن في غزة أبرياء .أن في غزة بشر…أن في غزة آباء وأمهات يترجون أن تبقى بقعة رمل دون دم يحدثون عنها أبناءهم أن في ذلك القطاع أرض وتراب…

غزة التي لا تشرق شمسها إلا للكشف عن موكب جنائزي إلا لاكتشاف حجم الوجع والدمار …إلا لنور يسمح بإلقاء نظرة وداع على من أجلوا موعد الرحيل بعد يقينهم أن النجدة من المستحيلات ..من شمال غزة لخان يونس …لخان يونس لرفح ..وماذا بعد رفح إلا البحر أو سيناء أو النقب …تماما كما خطط العدو …تماما كما تصوره مهما بلغت درجة التمسك بغزة المقدمات والخاتمات..

هذه غزة التي وضعوها في إناء ..في قارورة وقالوا لها: تأقلمي أو تألمي ..هذه غزة التي لم يمنحوا لها سوى خيار الموت لا ثاني له.. هذه غزة التي تعاقب ليلا ونهارا لأنها اقترفت ذنب الحلم بالحرية…غزة تستشهد لأنها غزة بكيريائها.. بعبق الحرية.. غزة كان طموحها أكبر..رفعت سقف الطموحات فكان للاحتلال الرد القاسي ولا أحد يرحم سوى رب السماء ..صغير وكبير غزة في الميزان..

ليس مجرد غضب إن سمعت ابن غزة اليوم يقول لك: «الكل مشارك .. الكل مشارك في إبادة غزة الكل.. يداه ملطخة بدم أطفال غزة.. الصامت مشارك والداعم مشارك والمفاوض مشارك..  اجتمع العالم كله يا الله على ذبح غزة..»

ثمة مشاهد لم نسمع بها ولم نراها بل منا من لم يعشها فلا داعي للمقارنة..أن تقرأ من ابنة في غزة تكتب «لا توثق كاميرات صحافيين غزة الدموع الحبيسة والقلوب المكسورة لا توثق حجم القهر الذي يعتري الشعب لا توثق لحظة الشعور بالإهانة وشعور الخوف لا توثق حجم الصدمة وكمية الألم الداخلي لا توثق كم وجبة باليوم أكلت ولا توثق بما تفكر .. لا توثق القلق المزمن والاضطرابات النفسية التي أصبحنا نعانيها. لا توثق شعور البرد ولا توثق الكثير من التفاصيل تلك التفاصل يشعر بها وحده المواطن الغزيي،  يمكنها أن توثق الكاميرا حالة وصورة ومشهد لكن ما يحدث في الحقيقة أكبر بكثير..» لا يشبهك إلا من يتقاسم حياة تشبه حياتك.. أو على الأقل يشبهك ذلك الذي يتألم كما أنت تتألم ..الحرب في رفح يا عالم …فماذا لأهل غزة بعد رفح يا عالم ؟؟