فرنسا تعرض شهادات تسوّق للمنطقة الرمادية.. أرشيف “ملغم” تحت شعار “الذاكرة المشتركة”

الغد الجزائري– جمعت قناة الأرشيف الفرنسي تحت عنوان “في حالة حرب من أجل الجزائر”، شهادات 66 ممن وصفتهم بكونهم “فاعلًا وشاهدًا” على حرب التحرير الجزائرية، على أن تبث لاحقًا ضمن وثائقي يؤرخ للمرحلة.

وقدمت المؤسسة الوطنية للأرشيف الوطني الفرنسي “إينا” هذا العمل على موقعها بالقول “هي مقابلات تجمع 66 شهادة لرجال ونساء، فرنسيين أو جزائريين، عاشوا خلال الحرب الجزائرية (1954-1962). تشكل هذه الروايات الفردية مجموعة تمثل مجموعة متنوعة من التجارب التي عاشتها خلال هذه الحرب”.

وذكر معدا العمل فرح رافائيل ورافائيل ليفاندونسكي، أن ما دفعهما لإنجاز هذه الشهادات هو أن حرب التحرير ستقفل قريبًا 60 عامًا على نهايتها، ما يعني أن الذين عايشوها سيصبحون في عداد الموتى بعد مدة قصيرة، وهو ما يستدعي بشكل عاجل الحصول على شهاداتهم ومعايشاتهم لتلك المرحلة كل من منظوره. وتتنوع الشخصيات التي تمت محاورتها بين مجاهدين في ثورة التحرير وأقدام سوداء وعسكريون فرنسيون وغير ذلك من الفئات التي كانت فاعلة في تلك الحقبة، حتى أن بعضهم من المنخرطين في منظمة الجيش السري الإرهابية.

ويتوقع أن يثير هذا العمل مثل كل ما تقدمه الصحافة الفرنسية عن ثورة التحرير جدلًا في الجزائر، نظرًا لأن الزوايا المختارة عادة ما تراها الجزائر مغيبة لحقيقة الاستعمار وما ارتكبه من مجازر في البلاد، خاصة وأن فرنسا تحاول عبر سياستها الجديدة التي يروج لها ماكرون ليكون فضاء مشترك “تصالحي” مع الجزائر تثبيت “المنطقة الرمادية” ضمن ما يسميه الرئيس الفرنسي “الذاكرة المشتركة”، في منظور ينكر المسؤولية التاريخية المنطلقية التي تتحملها فرنسا تحت جريمة الاستعمار . وسبق للجزائر الاحتجاج على عدّة أعمال بثتها القنوات الفرنسية في السنتين الأخيرتين، خاصة ما يتعلق بتناول الأوضاع الداخلية للبلاد.