لافاي يطالب فرنسا برفع السرية عن أرشيف استخدام الأسلحة الكيميائية ضد الجزائريين

أكد لافاي على ضرورة فتح الأرشيفات العسكرية في فرنسا لكشف الحقائق المتعلقة باستخدام هذه الأسلحة المحظورة، داعيًا إلى إطلاق حملات واسعة لجمع الشهادات الشفوية من مختلف مناطق الجزائر.
وأوضح المؤرخ في تصريحات لجريدة “لو كوريي دالجيري” أنّ المخرجة كلير بيي، من خلال هذا الفيلم الوثائقي، اختارت أن تكشف للمواطنين الفرنسيين حقيقة وجود “حرب كيميائية” أثناء فترة الاستعمار الفرنسي في الجزائر.
كما أعرب لافاي، الذي يعمل أستاذًا في التاريخ بجامعة إيكس (مرسيليا) منذ عام 2014، عن أسفه الكبير تجاه الصعوبات التي واجهها المؤرخون في الحصول على الأرشيفات المتعلقة بالحرب الكيميائية.
وفي هذا السياق قال: “في فرنسا، لم تكن هناك نية لرفع السرية عن هذه الوثائق، وكان علينا النّضال للحصول عليها”.
وأضاف أنّه على الرغم من فتح الأرشيفات الخاصة بالمصلحة التاريخية للدفاع بين عامي 2012 و2019، فإنّ الأرشيف المعاصر لوزارة الدفاع قد تم إغلاقه في ديسمبر 2019 بسبب نزاع قانوني حول كيفية رفع السرية عن الوثائق.
وأشار إلى أنّ قانون 2008 بشأن الأرشيف ينص على رفع السرية عن الوثائق المصنفة بعد مرور خمسين عامًا، لكن وزارة الدفاع استندت إلى تعليمة أخرى تجبر على رفع السرية عن الوثائق بشكل فردي (وثيقة بوثيقة)، مما جعل الوصول إليها أكثر تعقيدًا.
وأكد المؤرخ الفرنسي على ضرورة أن يتحمل كل بلد، خاصة البلدان الكبرى، مسؤولية تاريخه بكل جوانبه، سواء المضيئة أو المظلمة.
وشدد على أنّ المؤرخين يجب أن يعملوا على جعل هذا التاريخ متاحًا للمواطنين، لكي يكون النقاش العام مبنيًا على الحقائق والوقائع المدعومة بالمصادر الوثائقية الموثوقة.
وبخصوص الرقابة التي تعرض لها الفيلم الوثائقي، أشار لافاي إلى أنّ الفيلم تم بثه لأول مرة على قناة “RTS” السويسرية في 9 مارس 2025، وكان من المفترض أن يعرض بعد أسبوع على قناة “فرانس 5″، ولكن تمّ تأجيل البث إلى وقت لاحق، ربما حتى شهر جوان المقبل.
وعبّر عن استيائه من هذا التأجيل وقال: “أنا وكلير بيي، مخرجة الفيلم، كنا مندهشين جدًا من هذا التأجيل”.
وأكد لافاي أنّ هذا الفيلم الوثائقي يجب أن يشاهده أكبر عدد ممكن من الناس في فرنسا وخارجها، لا سيما في منطقة المغرب العربي.
وأضاف: “يجب على فرنسا أن تواجه جميع جوانب الحرب الاستعمارية”، مؤكدًا أن الوقت قد حان لكشف الحقائق وتسوية القضايا التي لا تزال تؤثر على الحياة السياسية، والتي تعرقل الاعتراف بما تسببت فيه الحروب الاستعمارية من أضرار في مناطق مختلفة من العالم.
وفيما يتعلق باستخدام “النابالم” من قبل الجيش الفرنسي ضد السكان العزل خلال حرب التحرير الوطنية، أكد لافاي أنه “بالطبع، موثق في أرشيف وزارة القوات المسلحة”.
كما أشار إلى “الصمت الفرنسي” تجاه النفايات المشعة الناتجة عن التجارب النووية في جنوب الجزائر، مطالبًا بفتح الأرشيفات المتعلقة بذلك، داعيًا إلى دعم سياسي قوي في فرنسا لوقف هذه الانتهاكات وتمكين المؤرخين من التعامل مع هذه القضايا بشكل جاد.
تعليقات 0