هكذا تستغل فرنسا الفرنكوفونية والفرنكوفيلية للمساس بمصالح الدول
الغد الجزائري- إن فرنسا لا تدخر جهدا في سبيل تعكير العلاقات مع الجزائر إلى أبعد حد يمكنه تصوره من خلال توظيف كل ما يمكن توظيفه للإساءة الجزائر بكل ما تحمله الكلمة من وقاحة، وآخر هذه الشطحات الإعلامية استغلال الأقلام المأجورة لكتاب فركوفيليين، استهوتهم الشهرة الزائفة والجوائز التي تمنح لمن هم أخلص من الفرنسيين لفرنسا والفرنكوفونية.
لقد انساق الكثير من الكتاب وراء الأدب الفرنسي ولغة موليير على أنه أدب عالمي وهو حقيقة لا يمكن إنكارها، فالأدب الفرنسي قدم الكثير والكثير للأدب العالمي، إلا أن المؤسف في الأمر هو استعمال هذه الإسهامات الأجنبية في اللغة الفرنسية للمساس بمصالح الدول التي صرفت الأموال الطائلة لتعليم أولئك الذين باعوا ضمائرهم مقابل الفتات وحفنة المال التي تدفع لهم مقابل العمالة وبيع الضمير.
لقد كانت فترة العشرية السوداء شاهدة على هذه العمالة، حيث برزت أسماء كثيرة استأجرتها فرنسا للمساس بالجزائر ومؤسساتها الأمنية ومن ثم برزت أسماء أخرى أظهرت من العمالة والولاء لفرنسا والصهيونية، ما لم يكن عند من سبقوهم من الخونة والمرتزقة، فمنهم من ذهب إلى اعتبار المقاومة الفلسطينية إرهابا ومنهم من يتاجر بمآسي ضحايا العشرية السوداء لترضى عنه فرنسا والأكاديمية الفرنسية.
إن هؤلاء الذين باعوا ضمائرهم بأثمان بخسة للوصول إلى ما يسمونه بالعالمية، هم في الحقيقة دخلوا مزبلة التاريخ من بابها الواسع لتخلد أسماؤهم على أنهم أنجس الخلق. لقد لوث المال والشهرة عقول هؤلاء، فضنوا أن كل شيء يباع ويشترى، فباعوا ضمائرهم فلا شراء بعده.
إن ما يحز في النفوس أكثر حيال هؤلاء الخونة، هو أن الجزائر هي من كونتهم بدماء شهدائها الذين ضحوا من أجل أن يعيش هؤلاء الخونة المرتزقة أحرارا وما كان منهم سوى بيع ذممهم وما تبقى لهم من شرف وكرامة لأجل خدمة فرنسا والصهيونية.
وما يحز في النفوس أيضا أن هؤلاء العملاء والخونة سيبقون عربا سمر البشرة ولن يصبحوا فرنسين حتى لو أتقنوا الفرنسية أكثر من موليير نفسه، وإن مثل هؤلاء كمثل الكاتب سلمان رشدي الذي تطاول على القرآن الكريم بكتابات شيطانية ظنا منه أن كتابه سيحدث ثورة دينية في العالم وأنه سيدخل التاريخ قبل أن يجد نفسه يعيش بين مزابل الغرب إلى حين دخول مزبلة التاريخ، وكذلك مآل عملاء الأدب الفرنكوفيلي.
تعليقات 0