وداعا محمد مرزوڤي..

الغد الجزائري- رحل محمد مرزوڤي وهل أنجب التعليق الرياضي الجزائري نسخة من الرجل؟ من الذكريات ما لا يقبل المحو وتعليق المرحوم لا يزال الحاضر الدائم يشهد لصاحبه بمهنية وحياد لن يكررهما الزمن..

من ينسى مرزوڤي الذي علق في مونديال 1982 بإسبانيا على المباراة-الملحمة التي قهر فيها المنتخب الوطني الألمان..  كان جزءآ من ملحمة “خيجون” على التماس بتعليقاته، والرجال ينتمون لملاحم وإنجازات …وكان كذلك المعلق الراحل.

الحديث عن محمد مرزوڤي .. المعلق الرياضي في التلفزيون العمومي أيام زمان وليس بعيد ذلك الزمن.. مطلع الثمانينات والتسعينات هو تذكير بحقبة ناديين عريقيين بالباهية وهران.. المولودية والجمعية.. هي لفتة حنين لملعبي بوعقل وزبانة حيث غرفة التعليق للمرحوم وتلك البحة التي ترافق أهداف نجوم الكرة هناك.. زمن سباح بن يعقوب، مراد مزيان، بلومي لخضر، بلخطوات.. وصولا إلى تسفاوت ومصابيح ..وكلها أسماء رددها لسان مرزوڤي وتفاصيل وثقافة عامة يجعل أية مباراة يعلق عليها متعة لا يمل منها المتابع لمجرياتها ..مرزوقي الذي يرافق كل لقاء بسرد التاريخ وتحديد الجغرافيا ..مرزوڤي المحب للعب الجميل والروح الرياضية .. مرزوڤي الذي لا يمكن لمدرجات ملاعب الغرب الجزائري أن تنسى وجهه وحيويته..

مرزوڤي هو الصوت الذي رافق نهائي كأس افريقيا للأندية البطلة عام 1989، وخسارة “الحمراوة” أمام الرجاء البيضاوي بقيادة رابح سعدان آنذاك، بركلات الترجيح في عقر الديار.. والكل يتذكر تعليقه على خيبة عدم التتويج قائلا ” خسرت الجزائر إن تحدثنا عن المولودية وفازت الجزائر إن قلنا سعدان.”

يظهر مرزوڤي في العام الموالي، بنهائي آخر وفي نفس المنافسة، ويرافق المرحوم شبيبة القبائل إلى لوزاكا، ليعود معها بالتاج القاري، حين توج “الكناري” بركلات الترجيح أمام نكانا راد ديفيلز، والكل يتذكر صوته في آخر ركلة نفذها حكيم مدان..

كان هكذا محمد يعلو صوته في كل إنجاز للكرة الجزائرية.. ملم بكل صغيرة وكبيره ويحتوى خيبة الخسارة بكلام يجعل المناصر أكثر تعلقا بألوان ناديه .. وكم تعليق على لقاءات “الخضر” بملاعب وهران وتلمسان في التسعينات شحذ بها الهمم في وقت كانت الجزائر تشهد أحلك مرحلة أمنيا ..فكيف ننسى القامة محمد مرزوڤي؟؟ كيف ننسى وطنيته؟؟ كيف ينسى الجمهور العاشق للساحرة المستديرة جيله …جيل مدرسة أعلام لم تدعى احتكار الاحترافية ..مدرسة جمعت بين المهنية والأخلاق..مدرسة راقية ومرجع في كل الأوقات..

لظروف يعرفها جيدا جيله، فضل المرحوم خوض تجارب بالخارج، وبالتحديد في دول الخليج لكنه ظل وفيا لمدينته وهران التي عاد إليها وإلى الجزائر محتفظا بخصلة التواضع التي كسب بها احترام جمهوره ومتابعيه وكل من تعامل معه، ليلتحق اليوم باسم آخر تعلق به جمهور الكرة عبر التلفزيون العمومي قديما، المرحوم لحبيب بن علي ..فرحمة الله على الزمن الجميل.. رحمة الله عليك محمد مرزوڤي..