الجامعة العربية تبحث “صفقة القرن”
بدأت اليوم السبت بالقاهرة أشغال الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبحث “خطة السلام الأمريكية” المعروفة إعلاميا بـ”صفقة القرن” لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
ويعقد هذا الإجتماع برئاسة العراق طلب من دولة فلسطين، حيث ينتظر أن يستعرض الرئيس الفلسطيني محمود عباس على وزراء الخارجية العرب الموقف الفلسطيني حول “خطة السلام الأمريكية” وبحث سبل مواجهة كافة المخططات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.
ويأتي انعقاد هذا اللقاء المخصص لبحث تداعيات تنفيذ “خطة السلام الأمريكية” على مستقبل السلام في الشرق الأوسط ودراستها قبل الإعلان عن موقف عربي موحد بشأنها.
وقال وزير الخارجية وشؤون المغتربين رياض المالكي إننا نتوقع من اجتماع وزراء الخارجية العرب أن يتبنى مشروع القرار الذي قدمته فلسطين برفض “صفقة القرن” وعدم التعاطي معها بأي شكل من الأشكال .
وأضاف المالكي في تصريح له اليوم بالقاهرة أننا تقدمنا بمشروع القرار ونتوقع من كافة الدول العربية أن تتبنى وتوافق على مسودة القرار ليصبح قرارا بالإجماع ولكي يتم التحرك بعد ذلك على شكل أوسع .
وذكر أن الجميع ينتظر ردة فعل الدول العربية وما سوف يخرج عن الإجتماع الوزاري الطارئ، مؤكدا أنه “في اللحظة التي نحصل على الدعم المطلوب سوف يساعدنا كثيرا للتحدث وبقوة أكثر مع كافة الجهات الأخرى”، مضيفا أن “يوم الإثنين المقبل سيشهد اجتماعا للجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة على مستوى وزراء الخارجية مفتوح العضوية، ونتوقع حضور عدد كبير من وزراء الدول الاسلامية”.
وقال المالكي “سنقدم مشروع قرار في الإجتماع شبيه بالقرار العربي وهذا سيعزز الموقف الفلسطيني بشكل أفضل من خلال الدعم من جميع الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي”. وأضاف إننا “سنتوجه بعد ذلك إلى قمة الإتحاد الإفريقي وسنطلب الدعم منها خاصة وأن جمهورية مصر العربية هي التي تترأس أعمالها الآن ثم ستسلم جنوب افريقيا الرئاسة وأيضا نتوقع أن نحصل على الدعم المطلوب من دول الإتحاد الافريقي”.
كما أشار إلى أنه “سيتم التحرك بقيادة الرئيس محمود عباس إلى نيويورك لإجتماع مجلس الأمن وسيلقي الرئيس كلمة واضحة حول رفضنا لـ”صفقة القرن” وأسباب ذلك وسوف يتحدث عن رؤية السلام الفلسطينية البديل للصفقة ببديل فلسطيني عربي مدعوم إسلاميا وعربيا ومن قبل حركة عدم الإنحياز والإتحاد الإفريقي وكل دول العالم” .
وأوضح المالكي”سنتوجه بعد ذلك إلى الإتحاد الأوروبي على المستوى الوزاري ولجنة الخارجية والأمن بالإضافة إلى حركة عدم الإنحياز، حيث تحدثنا مع وزير خارجية أذربيجان بصفته الرئيس الحالي للحركة لعقد اجتماع وزاري طارئ للجنة فلسطين”.
ويشارك كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلف بالجالية الوطنية والكفاءات بالخارج، رشيد بلادهان، في أشغال هذا الإجتماع.
وأوضح بيان لوزارة الشؤون الخارجية أمس الجمعة أن بلادهان سيجدد خلال هذا الإجتماع “التأكيد على موقف الجزائر الثابت بخصوص الدعم المطلق واللامشروط للشعب الفلسطيني من أجل استرجاع حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف”.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بحثا بالقاهرة أمس الجمعة المستجدات على الساحة الفلسطينية وخاصة خطة السلام الأمريكية وذلك عشية الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب.
وأكد أبو الغيط خلال لقائه مع الرئيس الفلسطيني أن “العرب يمثلون ظهيرا مساندا للفلسطينيين وأنه لن يحدث أن يتخلى العرب عن الفلسطينيين” وذلك بحسب بيان صادر عن الجامعة العربية.
وأثار الإعلان عن هذه الخطة ردود فعل متباينة، حيث اعتبرها الرئيس الفلسطيني، خطوة أحادية قد تؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية، بينما أكدت الجامعة العربية أن أية محاولة لفرض حلول أحادية الجانب “لن يكتب لها النجاح”، ودعت إلى الالتزام بحل الدولتين الذي يضمن للفلسطينيين إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس وفقا لمقتضيات وقرارات الشرعية الدولية.
تعليقات 0