«عازفة البيكادللي» جديد واسيني الأعرج

الغد الجزائري- كشف الروائي الجزائري، واسيني الأعرج عن صدور إبداع روائي جديد له، يضاف للروائع السابقة التي أهداها لقرائه عبر سنوات من النشاط والكرم الأدبي، حيث اختار  أن ينبش -مرة أخرى- في الماضي اللبناني، متحدثا عن قصر البيكادللي، بعنوان «عازفة البيكادللي» عن دار الآداب ببيروت، بعد أن كانت العاصمة نفسها محور أحداث رواية له عن الأديبة اللبنانية الراحلة مي زيادة.

يعود صاحب رائعة «حارسة الظل» بإصدار روائي جديد يبحث فيه عن مجد مسرح « قصر البيكاديللي» في شارع الحمراء البيروتي، ليكون لبنان ملهم ابن تلمسان، مرة أخرى، بعد أن غاص في حياة المبدعة الراحلة مي زيادة، حيث تصدر رواية “عازفة البيكاديللي” (دار الآداب) تزامناً مع معرض بيروت الدولي للكتاب المرتقب من 2 إلى 10 ديسمبرالمقبل، وتروي “قصة عازفة بيانو على المسرح الشهير الذي كانت تصعد من إحدى زواياه الآلة الموسيقية، وما ان ينتهي العزف حتى تنزل مجدداً” يقول الرجل في تصريحات صحفية.

وأضاف الأعرج عن علاقة هذا العمل الجديد ببيروت، ليقول «المشكلة لبنانية عربية، وكل المعالم التي تعني أجيالاً تذهب وتندثر. وعلى المستوى الرمزي، كان البيكاديللي مكاناً يجمع كل القوى، وهو مكان لم يقصف طوال 15 عاماً من الحرب الأهلية. جمع المكان أناساً من اتجاهات مختلفة في زمن كانت فيه بيروت عاصمة كوزموبوليتية وعربية وديمقراطية وحاضنة جميلة. أقول بأن إمكانية الحبّ والسلام متوافرة، وتحتاج الى أناس يفكّرون، وأن محوَ المعالم تدمير لذاكرة لبنانية وعربية وانسانية، وأنا واحد من جيل لا يريد لذلك العالم أن ينتهي. لم أغلق صفحة ذلك الزمن لأن الأمر يمسّني. وعملي حفظ الذاكرة من التلف، وتعجبت لعدم وجود أبحاث كافية عن البيكاديللي، أو كتب، وسألت مختصين كثراً. وأخذنا نشحد الصور القديمة، واستغربت كيف مرّ الموضوع على كتّاب وروائيين لبنانيين..”

وكانت عملية ترميم هذا الصرح الثقافي المعروف بالعاصمة اللبنانية بقصر البيكادللي  قد أعلن عن وزير وزير ثقافة في حكومة لبنان السابقة، سبتمبر الماضي مشيرا إلى لقائه وضعت على السكة الصحيحة، بالمنتج اللبناني صادق أنور صباح الذي أبدى رغبته في ترميمه، بهدف استخدامه في تصوير أعماله الدرامية.

باشر قصر البيكاديللي نشاطه في 06 نوفمبر 1966 بـ”فرقة أوبريت نمساوية تابعة لأوبرا فيينا”، ثم انتقل إلى العروض السينمائية، وعرض فيلم  “الدكتور جيفاغو”، من إخراج البريطاني دافيد ليفين، وتمثيل عمر الشريف وجولي كريستي. بعد هذا الفيلم التاريخي ختم قصر البيكاديللي عام 1966 بعرض فيلم “باريس هل تحترق” من إخراج الفرنسي رينيه كليمان، وتمثيل جان بول بيلموندو، شارل بوايي ولسلي كارون. وأعلن استقبال فيروز والأخوين رحباني في مسرحية “هالة والملك”، مطلع العام التالي.

ومسرح قصر البيكاديللي، الذي تزيد مساحته عن 2000 م مربع، استوحي اسمه من أحد المسارح الشهيرة في لندن، وكان يعتبر أحد أهم وأضخم المسارح البيروتية، شيده المهندس اللبناني وليم صيدناوي بعد ان اقتبس هندسته عن قصر في البرتغال، وتتسع قاعة «البيكاديللي» لحوالي 800 شخص. وارتبط إسمه بالفنانة الكبيرة فيروز والأخوين «رحباني»، الذين قدموا أعمالهم على خشبته، وهو يعتبر اول صرح فني وثقافي في شارع الحمراء المعروف في العاصمة اللبنانية، فقد صمم وفق شروط هندسية وفنية تليق بالاعمال الضخمة آنذاك، ليعكس دور بيروت الفني والثقافي، الذي جذب إليها كبار المثقفين والفنانين العرب والعالميين.