5 أندية عربية تتصدر تصنيف “سبورتيكو” 2025

رزت خمسة أندية كرة القدم مملوكة لرؤوس أموال عربية ضمن قائمة أغلى 25 نادياً عالمياً بحلول عام 2025، بقيمة إجمالية فاقت 12.2 مليار دولار، وفقاً لتقرير حديث نشره الموقع الأمريكي المُتخصص “سبورتيكو”، في مؤشرٍ على تحوُّل موازين القوى في الاقتصاد الرياضي العالمي لصالح الرؤوس الأموال العربية.

تتصدّر “مانشستر سيتي” الإنجليزية المملوكة لشيخ الإمارات الشيخ منصور بن زايد المشهد الاستثماري العربي باحتلالها المركز السادس عالمياً بتقييمٍ مالي يصل إلى 5.16 مليار دولار. فيما تُواصل أندية مثل “باريس سان جيرمان” القطري و”نيوكاسل يونايتد” السعودي و”نيويورك سيتي” الإماراتي و”أستون فيلا” المصري. تعزيز حضورها في المربع الذهبي للصناعة الرياضية، مستفيدةً من رؤى تمويلية استراتيجية وشراكاتٍ دولية تُعيد تشكيل خريطة القوة الكروية.

هذا التمدد العربي، الذي يجسّد تحوُّل الأندية من كيانات محلية إلى علاماتٍ عالمية مدعومة بالتمويل السيادي والرؤية المؤسسية. يُبرز تنافسية الاقتصادات العربية في الاقتصاد الرياضي التي تقدَّر قيمتها بتريليونات الدولارات. وسط توقعاتٍ بتحوُّلها إلى ركيزةٍ أساسية في سياسات الاستثمار الجيوسياسي خلال العقد المقبل.

قيمة إجمالية تفوق 12 مليار دولار

بلغت القيمة الإجمالية للأندية الـ50 حوالي 86 مليار دولار. بزيادة 7.5% عن العام الماضي، شكلت قيمة الأندية المملوكة عربياً منها نحو 14.2%، بقيمة بلغت 12.2 مليار دولار بزيادة 11% عن العام الماضي، والذي قُدرت قيمة الأندية الخمسة فيه بنحو 11 مليار دولار.

تصدّر نادي مان سيتي الإنجليزي، المملوك للشيخ منصور بن زايد آل نهيان، قائمة الأندية المملوكة عربياً من حيث القيمة التجارية، مسجلاً نحو 5.16 مليار دولار، بحسب تصنيف حديث نشره موقع “سبورتيكو” المتخصص في شؤون المال والأعمال الرياضية. ويعتمد التصنيف على إيرادات الأندية وتقديرات متخصصين في القطاع، وجاء في المرتبة الثانية نادي “بي اس جي” الفرنسي، المملوك لشركة قطر للاستثمارات الرياضية، بقيمة بلغت 4.26 مليار دولار، ليواصل تمثيله البارز للدور القطري في الاستثمار الكروي العالمي.

وفي المرتبة الثالثة، حلّ نادي نيويورك سيتي” الأمريكي، التابع لمجموعة سيتي لكرة القدم التي يملكها أيضاً الشيخ منصور بن زايد، بقيمة تجارية قُدرت بـ 1 مليار دولار، ما يعكس توسع النفوذ الإماراتي في كرة القدم العالمية عبر قارات متعددة، أما المرتبة الرابعة فكانت من نصيب نادي  نيوكاسل الإنجليزي، المملوك لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، بقيمة بلغت 0.93 مليار دولار. مؤكداً صعود الحضور السعودي في ساحة الرياضة العالمية من خلال استثمارات استراتيجية مدروسة، وفي المرتبة الخامسة، جاء نادي أستون فيلا الإنجليزي بقيمة 0.85 مليار دولار، والمملوك لرجل الأعمال المصري ناصف ساويرس. الذي يواصل ترسيخ موقعه ضمن أبرز المستثمرين العرب في القطاع الرياضي الأوروبي.

ويظهر التصنيف تصاعد النفوذ العربي في صناعة كرة القدم، حيث تجاوزت القيمة التجارية المجمعة لهذه الأندية الخمسة 12.2 مليار دولار. مما يعكس ليس فقط القدرات المالية للدول والمستثمرين العرب، بل أيضاً تحوّلهم إلى لاعبين مؤثرين في مستقبل اللعبة على الصعيد العالمي.

ريال مدريد في الصدارة بـ6.53 مليار دولار

تصدَّر الريال هرم التقييمات المالية العالمية لأندية كرة القدم، مسجلاً قيمة سوقية استثنائية بلغت 6.53 مليار دولار، بمعدل نمو سنوي وصل إلى 7.8%، ليفرض ريادةً مطلقة تُزاحم كيانات تاريخية مثل مانشستر يونايتد، الذي شهد تراجعاً في قيمته السوقية بنحو 110 ملايين دولار، ليحتل المرتبة الثانية بقيمة 6.09 مليار دولار.

وفي إطار المنافسة المحتدمة، حافظ نادي برشلونة على موقعه الثالث بتثمين مالي يقترب من 5.28 مليار دولار. بينما تصدرت أندية ليفربول، البايرن، مانشستر سيتي، أرسنال، باريس سان جيرمان، توتنهام هوتسبير وتشيلسي المراتب من الرابعة حتى العاشرة في تعزيزٍ لسيطرة النموذج الأوروبي على الاقتصاد الرياضي العالمي.

ارتكزت منهجية التقييم على تحليل كمي ونوعي متعدد الطبقات. حيث جُمِعَت البيانات من متوسط الإيرادات التشغيلية خلال دورة ثلاثية (مع استبعاد إيرادات انتقالات اللاعبين والضرائب غير المباشرة)، مُدعَّمةً بتقارير استشارية من كيانات مصرفية رفيعة المستوى، وخبراء في الاستثمار الرياضي، ومحللين قانونيين متخصصين في معاملات الاستحواذ العالمية.

ويُعتبر مُعامل الإيرادات المتعدد (Revenue Multiplier) النموذج التحليلي الأكثر شيوعاً في الأوساط المالية لتحديد القيمة الجوهرية للأندية، حيث يدمج بين قوة العلامة التجارية كرأسمالٍ لامادي، والأداء الرياضي التراكمي، والهيكل المالي المُركب (شاملاً الأصول الثابتة، والمديونيات، والالتزامات المشروطة)، إلى جانب التوقعات المستقبلية القائمة على تحليلات الاقتصاد الكلي للدوري واتجاهات السوق الرياضي العالمي، مثل التوسع في البث الرقمي وتفاعل العولمة التسويقية.

هذه المعادلات المعقدة تُجسِّد تحول كرة القدم إلى ظاهرة اقتصادية شاملة، حيث تتداخل الاستثمارات الاستراتيجية مع حسابات الجدوى المالية، مُشكِّلةً نسيجاً جديداً لاقتصاديات الرياضة التي لم تعد تُقاس بألقاب الدوريات فحسب، بل بمدى قدرتها على توليد تدفقات مالية مستدامة في سوقٍ تتصارع فيه العلامات التجارية الكبرى على حصصٍ من اقتصاد الانتباه العالمي.