كناس” يدعو لوضع نظام جامعي محلي يتأقلم مع توجه الجامعة الجزائرية

الغد الجزائري- دعا المجلس الوطني للأساتذة الجامعيين، إلى التنسيق مع الفاعلين في المجال قصد تبني نظام جامعي جزائري بحت يتأقلم مع التحديات والمناخ الاقتصادي لبلادنا، بالتزامن مع فتح ملف مراجعة نظام «ال ام دي» وذكرت النقابة، أن هذا الأخير وحتى النظام الكلاسيكي لم ينجحا في الجامعة الجزائرية.

تم الشروع في إعادة النظر ومراجعة نظام “آل ام دي” المعمول به في المؤسسات الجامعية الجزائرية منذ سنة 2006، وذل بعد أن أمر رذيس الجمهورية عبد المجيد تبون بمباشرة العملية بعد الانتقادات التي طالت التدريس به، بالوقوف على نوعية التعليم المقترح وكذا النتائج التي أسفرت عنه، ويستعد مجال التعليم العالي لتجسيد ذلك لعقد جلسات خاصة بالقطاع قريبا.

وإذا كان الجميع من مختصين، أساتذة ومسؤولون يجمعون أن نظام “ال ام دي” فشل على مختلف الأصعدة في الجامعة الجزائرية، فإن المجلس الوطني للأساتذة الجمعيين يرى زن سبب ذلك يكمن في عدم تطبيقه بأفضل السبل والمناهج.

ويوضح “كناس” أن هذا النظام يعتمد على مسارين، تكويني وأكاديمي، في وقت أن مجال التكوين لهذا النظام الجامعي المطبق منذ 18عاما تم تهميشه في الجزائر، حيث لم تشهد أي جامعة إدراج الجانب التكويني، ما أسفر عن “تحويل الجامعة لمؤسسة منتجة للشهادات الأكاديمية وللعديد من الطلبة سنويا، دون أي تكوين مهني لهم، وبتكوين أكاديمي لا تستجيب للمعايير المطلوبة.” معتبرة الطلبة ضحايا نظام غير مدروس.

واعتبرت النقابة أن وقت التدارك قد فات رغم علمنا بأسباب فشل النظام التعليمي الجامعي، مضيفا أنه “كان من الواجب معرفة كيفية تطبيق نظام آل ام دي منذ البداية لضمان نجاحه، وحاليا مع تغير تصور الجامعة الجزائرية، وهي بحاجة لنظام جديد يتماشى مع توجه قطاع التعليم العالي.”

وأوضح مسؤول “كناس”، عبد الحفيظ ميلاط، أن الجامعة الجزائرية بحاجة لنظام يعد الطالب لخلق مشروع مقاولاتي، أو ابتكار أو مؤسسة صغيرة، وهي بحاجة أيضا لنظام تكويني يسمح للطالب بإتقان لغتين أجنبيتين على الأقل، طالب متفتح على العالم الخارجي وواعٍ بالتحديات الحالية، مضيفا أن الجامعة يستوجب عليها التحول من مؤسسة إدارية إلى مؤسسة اقتصادية منتجة للثروات ومشاركة في المناخ الاقتصادي الموجه نحو الابتكار.

وحذر المتحدث من تكرار أخطاء الماضي في تبني نظام جامعي جديد، كما كان الحال مع نظام “ال ام دي” المستورد دون تخصيص الوسائل الضرورية لتجسيد أهدافه، وقال ميلاط في الشأن ذاته ” نحن اليوم بحاجة لشهادة جامعية مزودة بمختلف الآليات العلمية التي تسمح بتجسيد مشاريع مبتكرة، كما أننا بحاجة لطالب لن يكون عبئا على الوظيف العمومي بل خلاق لمناصب شغل والثروة، ونريد جامعة تنبع منها المشاريع.”

وأكد “كناس” أن التطلع لجامعة بنظام جزائري مائة بالمائة “ولا نريد استيراد أنظمة تكوين جامعية حتى وإن حققت نجاحا في بلدانها الأصلية، لكونها تليق بمناخ تلك الدول والاستراتيجيات التي وضعت من أجلها وليس لجامعاتنا.”، وطالب “كناس” منح الفرصة للكفاءات لاقتراح نظام محلي في المجال.