الدولة الجزائرية تودع شكوى لدى القضاء الفرنسي ضد لوي ساركوزي
بعد تهديداته بحرق السفارة الجزائرية بباريس بسبب توقيف صنصال

أداعت الدولة الجزائرية شكوى لدى الجهات القضائية المختصة بفرنسا، اليوم الأربعاء، ضد نجل الرئيس الأسبق، نيكولا ساركوزي، لوي، وذلك عبر سفارة الجزائر بباريس، وفق ما كشف عنه مصدر دسمي للموقع الإخباري “كل شيء عن الجزائر”، في إجراء قانوني يرد على تصريحات المعني التي هدد فيها بحرق التمثيلية الدبلوماسية المذكورة، بعد توقيف الكاتب بوعلام صنصال، في تطاول عقيم يعتقد به الابن المدلل والطامح لتأسيس حزب سياسي -مدفوعا بمقربين لأبيه ونفوذه- أنه مجرد كلام دون تبعيات.
رفع درجة الضغينة والحقد عاليا ونصب نفسه بامتياز صوت تيار وقطب لم يدخرا جهدا -بجميع رموزه والشخصيات التي تمثله- لشيطنة بلد لم يتحمل ولم يتقبل سيادته، وحرية قراراته، ومضيه قدما ونجاحاته، فكان ابن الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، لوي، بتصريحاته العدائية مثال فرنسا التي لا تزال ترسم في مخيلتها جغرافيا ما قبل 1962.. فرنسا الاستعمار والاحتلال والطغيان والرافضة لسماع صوت الشعب الحر، ولم يجد الطامح لولوج عالم السياسة -بالاعتماد على معارف ونفوذ أبيه- سوى اقتراح حرق السفارة الجزائرية بباريس بسبب توقيف الكاتب بوعلام صنصال، ليأتي الرد ليعكس أن هذه الجزائر لا تمرر “جنون العظمة” مرور الكرام، وما على ساركوزي الابن سوى توخي الحذر حين تتعلق الأمور بالدبلوماسية، والعلم، ووحدة التراب، ورئيس دولة، وإن كانت الضغينة حقيقة وقف عليها الجزائريون منذ سنين، ولا يمكن تصنيف قاموس نجل الرئيس السابق في خانة افتقار السياسي للتجربة، وهو الذي يخطو خطواته الأولي في الحقل السياسي بل انحراف بغرض الاستفزاز وتهديد يقتات من خطاب يميني ابتكر بتصرفاته مصطلح “الجزائروفوبيا”.
تحرك الدولة الجزائرية واللجوء للقضاء الفرنسي لعله يهذب ابن رئيس جمهورية لطالما تغنت باحترام الشعوب والأمم، إلا أن لوي يتعامل مع الجزائر كنجل رجل سياسي لم يلقن له أسس الدبلوماسية، ولم يزوده بجملة نصائح، ومنها أن السياسة التي يتطلع لتعزيز ساحتها بحزب سياسي في فرنسا لا تعني القذف مهما اختلفت مع طرف.
صحيح آن ساركوزي الأب لا يحمل الجزائر في قلبه، وهو الذي لا يخفي صداقته مع الملك “العبقري” -كما يصفه في مختلف تصريحاته- بل دعا في أكثر من مناسبة لعدم استنزاف الطاقة من أجل التقارب مع الجزائر، مفضلا الرباط -حيث مصالحه ومعارفه- ولعل العدوى تنقلت للابن، إلا أن الجزائر لن تبحث كثيرا عن خلفيات مثل التصريحات المكرسة للبلطجية، وبعقيدة أن الجواب على المنحرف بالقانون، توجهت للقضاء، وبين أروقة المحكمة سيتلقى لوي ساركوزي درس في الاحترام لسيادة الدول ورموزها.
وكان ابن مسؤول الإليزي الأسبق، قد هدد في “بودتري” صحفي خصصته له صحيفة لوموند وتم نشره بتاريخ 13 فيفري الماضي، بإحراق سفارة الجزائر في باريس. وقال لوي-الذي حُكم على والده بارتداء سوار إلكتروني لمدة عام، بعد إدانته في ما يسمى بقضية التنصت على المكالمات الهاتفية- بالحرف الواحد وهو يرافع في قضية صنصال بأسلوب عدائي “لو كنت مسؤولا واعتقلت الجزائر [الكاتب] بوعلام صنصال، لأحرقت السفارة، وأوقفت جميع التأشيرات، وسأرفع الرسوم الجمركية بنسبة 150٪…”.
ولأول مرة منذ الاستقلال يتجرأ سياسي فرنسي -رغم من التوترات المتكررة حول مختلف القضايا بين الجزائر وباريس- على التهديد بمهاجمة التمثيليات الدبلوماسية للجزائر في الضفة الأخرى.
بعد هذه التهديدات، نددت جمعية “SOS Racisme” بـ “التحريض على عمل إجرامي” و”الاستخفاف بالدعوات إلى العنف”، لترسل تقريراً إلى المدعي العام في باريس. وتم تقديم شكوى أخرى ضد لوي ساراكوي من قبل الاتحاد الجزائري، وهي جمعية مقرها ليون، جنوب شرق فرنسا، حسبما أعلن المحامي نبيل بودي على منصة “إكس.
ويأتي قرار الجزائر بتقديم شكوى ضد لويس ساركوزي في سياق أزمة دبلوماسية، بدأت في 31 جويلية 2024 عقب قرار الرئيس إيمانويل ماكرون بمنح الشرعية للاحتلال المغربي للصحراء الغربية، وتفاقمت بعة توقيف الكاتب بوعلام صنصال في نوفمبر الماضي في الجزائر، وصولا لعمليات الترحيل الفاشلة منذ بداية العام الجاري، لمؤثرين ومهاجرين جزائريين غير الشرعيين صةد في حقهم قداد مغادرة التراب الفرنسي، والقيود التي فرضتها باريس على حاملي جوازات السفر الدبلوماسي من الجزائريين.
تعليقات 0