قطاع الاتصال ..دور استراتجي تفرضه تحديات..

الغد الجزائري – يشكل قطاع الاتصال في ظل التحولات المتسارعة التي تشهدها المنظومة العالمية على المستوى الاتصالي والإعلامي أحد القطاعات الاستراتيجية الهامة التي تراهن عليها الدول في مواجهة الوافد من تحديات خاصة في ظل ما يسمى بحروب الجيل الرابع التي توظف فيها آخر تقنيات وتكنولوجيات الاتصال والمعلومات ويحرك فيها الاعلام خارج سياقات المعتاد.
وقد أضحى من الواجب تفعيل دور قطاع الاتصال وتوسيع نشاطاته وإشراكه كقطاع استراتيجي في المسارات الجديدة للبناء المؤسساتي للدولة وفي تعزيز خياراتها الوطنية ودعم وتقوية الجبهة الداخلية، فبناء المنظومة الاعلامية الفعالة التي تسوق بكفاءة عالية وبرؤية عميقة لرؤى وخيارات الدولة في مختلف المجالات سواء في الداخل أو الخارج هي المنظومة المؤسساتية الاكثر نجاعة وفعالية فوسائل الاعلام هي منابر قبل كل شيء ترقي الفعل المؤسساتي وتضمن مساحات من دمقرطة الشان العمومي وهي فضاءات للمشاركة وبناء الوعي الجمعي والسلوك المتحضر والفكر المتعدد الذي يحترم ويتعايش مع كل القناعات.
إننا بحاجة ونحن نشير إلى قطاع الإتصال إلى هذه المنظومة الاعلامية التي تعزز من دور القطاع استراتجيا وتجعله أكثر انخراطا في مسارات التنمية بمختلف ابعادها الرمزية والمادية فالإعلاميون جزء هام من الكيان النخبوي الذي يقوي الدولة ويؤطر كيانها ويجعلها أكثر حضورا في المخيال الجمعي، فلا يمكن أن يذوب الكم الهائل من ممارسي مهن الاعلام في التكليف المهني الذي ينقل الاخبار والانشطة ويناقش العام والخاص في محتويات ومضامين الإعلام المكتوب والمسموع والتلفزيوني وفي منصات الإعلام الجديد بل إنه يجب على الممارسين لمختلف مهن الصحافة وخاصة منهم الاكثر انتاجا للمحتوى الهام والاكثر قربا من المجتمع في نشاطاتهم الاعلامية التواجد ككيان نخبوي ومهني في الدفاع عن الدولة وتقوية مؤسساتها ومواجهة كل مخططات الاستهداف والتشوية التي يمكن ان تشترك فيها وسائل اعلام اجنبية وأطراف معادية.
إن الاهتمام بهذا الجانب الاستراتيجي في قطاع الاتصال واقصد بناء ” المنظومة الاتصالية والإعلامية الاكثر يقظة وفعالية اتجاه المخططات التي تحاك ضد الوطن ” سيكون مسارا نوعيا وهاما لبناء اتصال واعلام استراتيجي تحتاجه الدولة في ظل المرحلة الراهنة وانخراط المؤسسات الاعلامية عبر الكفاءات المهنية الموجودة التي تعي جيدا هذا الخط الناظم الضروري الذي يمكن ان يساهم فيه الإعلام كقوة ناعمة ورادعة وفعالة سيتيح هذا الانخراط الهام خاصة وان تم تاطيره رسميا الانتقال إلى تجربة عمل فريدة من نوعها في منظومة العمل الاتصالي والإعلامي من على مستويات عليا.
بقلم د.محمد مرواني
أستاذ جامعي في الإتصال والإعلام
تعليقات 0